الفنان الفلسطيني "سعيد سلامة": المسرح بالنسبة لي متنفس، وهو الانطلاق إلى عوالم و آفاق جديدة.
2025 ,31 أيار
 فن البانتومايم فتح لي عوالم جديدة وسهّل علي  الخوض في كل المجالات التي يحتضنها المسرح.
الاعمال التي اقدمها  تحاكي الواقع الذي يعيشه الانسان بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص.
ابحث عن كل ما هو مختلف وجديد، واعمالي بقيت لسنوات طويله تغذي المسارح، وكل هذا بفضل محبة الجمهور المتلقي.
دعاء خلف:صوت العرب – الاردن. 
"سعيد سلامة"، فنان مسرحي فلسطيني من مدينة شفا عمرو قضاء الناصرة وقف على خشبات المسارح العالمية وقدم عروضه الإيمائية (مسرح البانتوميم) والمستوحاة من الحياة الفلسطينية. تأثر في أدائه من الفنان العالمي مارسيل مارسو ،لكنه صقل تجربته،واصبح له اسلوبه الخاص بتعامله مع هذا الفن.ليكون من الفنانين العرب القلائل الذين احترفوا هذا الفن
وقد لاقت عروضه المحلية والعربية والعالمية استحسان الجمهور والنقاد وساهم في نشر هذا الفن في فلسطين والعالم -كما تميز اسلوبه بالابداع والابتكار ويعتمد على التعبير الجسدي ببراعة لإيصال افكاره ورسائله.
التقينا معه في حوار ل"صوت العرب". …
.  بداية استاذ سعيد..انت دائما ماتبحث عن الجديد والطرق المختلفه في عالم المسرح ،مالذي يجعلك تنجذب تحديدا إلى فن الإيماء (البانتومايم)وكيف ساهم هذا الفن في توسيع افاقك الابداعيه في مجالات اخرى مثل الكتابه والإخراج؟.
‏.. الأعمال كثيرة ، والإنجازات جميلة واعتز بها جميعا لأنها تنتمي بالأساس إلى روحي إلى لكل ما أعشقه  ويحدث على خشبة المسرح ، فالمسرح بالنسبة لي متنفس، وهو الانطلاق إلى عوالم و آفاق جديدة، وهي الرئة إذا صح التعبير، نعم  خشبة المسرح وبها الهواء الطاهر النقي.. إذ تغذي الروح وتنعش عقول واذهان الجمهور المتعطش لكل ما هو جديد ، ان المسرح هو  المرآة الجميله الطيبة لما يجول في خواطرنا، ونحن نعمل في هذا الفضاء لتحقيق المتعة وليس فقط الرسالة.. "فأنا لست بساعي بريد"..و الجمهور يأتي إلى المسارح أولا وقبل كل شيء من أجل المتعة، وقضاء وقت يملأ الذات البشرية طاقة ومعرفة ذات قيمة فنيه وانسانية ترسخ في  ذهن المتلقي لوقت طويل، شريطة أن يكون العمل الفني المسرحي راقياً وذو قيمة فنية عالية.. 
صراحة وخلال عملي في هذا المجال بحثت دوما عن الجديد عن المسار  الآخر . والطريق الآخر المُخْتَلف في عالم المسرح  ،، مجال البانتوميم اي الايماء والذي سلكته خلال 45 عاماً ،هذا الفن فتح لي عوالم جديدة وسهّل علي  الخوض في كل المجالات التي يحتضنها المسرح.. كالمسرح الجسدي ،الإخراج ،الكتابة المسرحية، والتمثيل بصيغته الكلاسيكية، وحتى تصميم حركة الممثل على المنصة، وهناك أعمال كثيرة قمت بكتابه نصها وتشخيصها على الخشبة مع مجموعات كبيرة من الفنانين. 
. عملت على العديد من الاعمال المسرحيه خلال هذه السنه من فن درامي وايمائي هل لك ان تشاركنا بتفاصيل اكثر حول التحديات التي واجهتك وكيف تعاملت معها لتحقيق النجاح ؟.
.. خلال هذه السنة وقبل عشرة  أشهر تعاونت مع ناشئة الشارقة بحيث قمت بتدريب مجموعتين من الموهوبين وبالتعاون مع الدكتور الصديق عدنان سلوم، وقد اخرجت هناك عملين في مجال الإماء : "حكايات صامتة" والعمل الآخر "المنحوس" ، عدت إلى البلاد وفي مدينة الناصرة توليت إخراج عمل مسرحي درامي جديد بعنوان "ستي انجنت "لمسرح فوضى الحواس من كتابة وتمثيل المبدعة سناء لهب، والفنانه سمر سلايمة ،وهذا العمل قد تم عرضه على مسار ح مدن وبلدات الداخل الفلسطيني عشرات المرات وذلك فقط خلال سبعة أشهر،  وأعتقد أن هذا العمل سيكتب له العيش لسنوات طويلة . 
في شهر تشرين ثاني وأيام الحرب الشرسة دخلت المسرح واخرجت عمل ايمائي فيه مجال البانتوميم بعنوان "الموسيقي" …. 
وقبل ستة أشهر قرأت نصا لممثلة واحدة …نصا جديدا  بعنوان "الحاكورة" أعجبني النص ،واتفقت مع  الممثلة لينا  فاعور وقمت بإخراج هذا العمل وقد شاركت المسرحية في مهرجان مسرحيد في مدينة عكا ،  وفاز العمل بجائزة الجمهور لأفضل إخراج وأفضل عمل مسرحي ..
في نفس الفترة كنت اقوم  بكتابة نص مسرحي جديد بعنوان "كافيه أبو الرضا " يشارك فيه مجموعة من الممثلين ويروي قصص البلد وحكايات المقاهي،، أخرجت العمل ،  وفي هذه الأيام سوف تنطلق عروض للجمهور لمسرحية "كافيه أبو الرضا " .
وفي شهر نيسان من هذه السنه 2025.زارتني مره اخرى الممثلة لينا فاعور وبيدها نص مسرحي جديد قامت هي بكتابته بعنوان "على المعبر" يروي قصص معاناة الاهل من المناطق الفلسطينيه المحتلة عام 67 على حواجز الاحتلال ،، أعجبني النص ،،قرأته عدة مرات .. وكان شرطي إذا قمت بلإخراج أن أقوم بإعداد جديد للعمل المسرحي وهو بمثابة مونودراما، وانطلقت المراجعات المكثفه لضيق الوقت ،، انتهيت من الاخراج وكنت راضياً للنتيجه النهائية ،،وسافر العمل إلى تونس،، للمشاركة في مهرجان التسير الدولي للمونودراما وقد فاز العمل بجائزة الترتيب الثالث ضمن فعاليات المهرجان وتمت دعوة العمل الى عدة مهرجانات .. 
واليوم وعلى مسرح الكلية العربية في حيفا اقوم بإخراج عمل مسرحي جديد من نصوص طيب الذكر المسرحي المغربي الطيب الصديقي، بعنوان الفيل والسراويل، المراجعات مكثفة والمفروض أن نقوم بعرض المسرحية حتى نهاية هذا الشهر، ايار 2025..
‏مع بداية هذا العام شاركت في مهرجان الهيئة العربية للمسرح والذي عقد في سلطنة عمان لقد قدمت ورشة في مجال البانتوميم ..
‏وهناك الكثير الكثير من الدعوات للمشاركة في مهرجانات مسرحية في أوروبا ولكن لضيق الوقت أفضل العمل وتقديم العروض المسرحية اليومية في الوطن
.  نظرا لعملك في مناطق مختلفة وفي ظل ظروف متنوعه وصعبه ماهي ابرز التحديات التي تواجهك في انتاج العروض المسرحيه وكيف تتغلب عليها؟
 . . نعم التحدي كبير ،صعب وشاق وخصوصاً ان تسلك مسار مسرحي غير اعتيادي في المسرح العربي بشكل عام ، الا وهو مسار الايماء اي البانتوميم، وفي مرحلة ما كان من الصعب انتاج اعمالاً فنيه في مجال البانتوميم او التمثيل الصامت كما يحلو للبعض تسميته، ولكن لقناعتي ان هذا المسار سوف ينجح، استطعت ان اخترق الحواجز ، الجمهور والمؤسسات تقبلت واحتضنت هذا المسار الجديد، في البداية انا من قام بدور المنتج ، ولاحقاً مؤسسة مسرح المدينه في الداخل الفلسطيني هي من تساهم في الانتاج، ورغم الدعم القليل استطيع مع مجموعه من فناني الايماء، وهم بالاساس طلابي في الكليات المختلفه الاستمرار ، وتقديم العروض المسرحية في فلسطين عامة ،وفي كل ارجاء المعموره اضافة للعالم العربي،،والقافله تسير رغم كل الصعوبات .
.  كيف ترى دور الجمهور في نجاح العروض المسرحيه ؟وكيف تتفاعل مع ردود افعال الجمهور على اعمالك؟
 .. ان الاعمال المسرحية التي اقوم بإخراجها او كتابتها، او الاشتراك بها  كممثل ، تلقى احتضاناً كبير جميل وغير عادي ، لقد اعتدت ان ابحث عن كل ما هو مختلف وجديد، اعمالي بقيت لسنوات طويله تغذي المسارح، وكل هذا بفضل محبة الجمهور المتلقي ، وعلى سبيل المثال العمل المسرحي الايمائي والمأخوذ عن رواية "رجال في الشمس" للشهيد "غسان كنفاني" ، تم انتاجها قبل عشر سنوات، وما زالت تعرض، كذلك عمل درامي من تأليفي عرضت لاول مره قبل تسع سنوات، وما زالت تعرض حتى يومنا، والسبب ان  جميع الاعمال التي اقدمها ، اخرجها واكتبها ، تحاكي الواقع الذي يعيشه الانسان بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص،وهذا الامر ادى الى تفاعل كبير، مما يعطيني قوة الاستمرار وعدم التوقف، ومن فلسطين انطلقت الى سائر ارجاء المعموره والعالم العربي الذي اعشقه...
. فازت اعمالك المسرحيه مؤخرا بجوائز عده كيف اثرت هذه الجوائزعلى مسيرتك المهتيه وماذا تعني لك هذه التقديرات؟
 .. اعتز فعلاً بجميع اعمالي والتي يحتضنها الجمهور ويتفاعل معها، وهذا هو سبب بقائها على خشبات المسرح لسنوات طويلة، بالنسبة لي هذه هي الجائزة الكبرى، اما بالنسبة للفوز بجوائز عن الاعمال التي اقدمها في مختلف المهرجانات بطبيعة الحال هذا يسعدني ، ولكن من ناحية ثانية هي المسؤولية التي تلقى عليك كفنان وتخبرك ان لا تتوقف، ان لا تتوقف، استمر، واعشق الاستمرار والعطاء .. ولا يبقى في الوادي والذاكره سوى الاعمال التي ترسخ في القلوب ويصفق لها الدماغ.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون