2024 ,12 آب
رسمي محاسنة:صوت العرب – الاردن.
ضمن فعالية "ليالي الفيلم العربي"،تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، ابتداء من يوم غد الثلاثاء 13 آب ولغاية يوم الخميس المقبل، ثلاثة أفلام عربية، وذلك في قاعة السينما بالمؤسسة بجبل عمان في تمام الساعة السادسة والنصف مساء، والساعة الثامنة في الهواء الطلق.
اولى العروض ستكون مع الفيلم العراقي"اّخر السعاة"،بحضور المخرج" سعد العصامي" وبطل الفيلم الفنان " رائد محسن"، حيث سيدور حوار معهما بعد انتهاء العرض.
بعد التطور التقني المتسارع، الذي اصاب حياة الانسان المعاصر، ولعل من اهمها تطور اساليب وادوات الاتصال التقليدية،اصاب الكثير من المهن الضمور والاختفاء، بعد ان حلت وسائل جديدة،حيث اختفت الرسائل المكتوبة، بكل ماتحمله من ذكريات وحنين وانتظار،هذا الاختفاء الذي حمل معه اختفاء وظيفة ساعي البريد،التي لم تصمد امام ما تقدمه شركات الاتصال من بدائل اسهل واسرع .
من هنا تنطلق فكرة الفيلم العراقي" اّخر السعاة" للمخرج "سعد العصامي"،حيث رحلة "ايوب- يقوم بالدور الفنان رائد محسن" من اجل ان يحقق لزوجته وابنه الطفل الحد الادنى من مقومات الحياة، ومايرافق هذه الرحلة من كشف عن حالة البؤس والقهر والظروف الصعبة التي فرضتها الظروف على الانسان العراقي العادي.بدءا من فصل ساعي البريد "ايوب" من وظيفته التي يعمل بها في منطقة ريفية، لعدم الحاجة اليه،ليجد نفسه وعائلته بلا مصدر دخل، ويزيد على ذلك رغبة احد اغنياء المنطقة بحيازة قطعة الارض الوحيدة التي يملكها"ايوب"،وعندما يفشل في اقناعه ببيعها له، يلجأ إلى شيخ القبيلة، بعد افتعال حيلة رخيصة، ويكون الثمن تجريده من قطعة الارض، ليقرر الخروج الى المدينة عند صديقه القديم "جاسم".
بعد رحلة من العناء يصل الى صديقه الذي يعيش في مكان هجره اهله،يحاول ان يجعل منه مكانا يستطيع ان يأوي اليه هو وعائلته،وفي ظل هذه الفوضى يتم استدعاء "ايوب" الى الجيش،لاداء الخدمة العسكرية، ويسقط في التدريبات، ليعود الى بيته وهو مصاب،الى أن يصله مبلغ من المال من الجيش،لتتوالى الاحداث بين هدم المكان الذي التجأ اليه بتحريض من مختار المنطقة، واصابة صديقه "جاسم" لينتهى الفيلم في رحلة جديدة من متوالية العذابات، حيث طريق جديد مع دموع زوجته"بلقيس – تقوم بالدور ايار خيون"، وخيبات الامل على وجهه اطفاله، وحمل جديد يزيد من صعوبة رحلة المستقبل، حيث يحمل معه صديقه"جاسم" نتيجة اصابته بسقوط البيت عليه وهو نائم.
"اّخر السعاة" فيلم يحاول الاقتراب من معاناة الإنسان العراقي البسيط، الواقع تحت الفقر والقهر والإهمال،وهو "كوميديا سوداء" عن هذا الواقع البائس، الذي ضحيته الإنسان الباحث عن حقه الأدنى في الحياة، وانهزامه أمام منظومات اجتماعية وسياسية،في غياب القانون والنظام والعدالة.
واجتهد المخرج بان يقدم فيلما واقعيا، باختيارة مواقع طبيعية للتصوير، تعطي دلالة البيئة الحاضنة للشخصيات ،هذه البيئة المهمله والمنسية،التي تعكس هموم الشخصيات،وتمثل عنصرا ضاغطا على احلام وطموح ومستقبل الانسان العراقي،وبلقطات ضيقة ومتوسطة، لتعطي احساس الشخصيات،وارواحها المخنوقة، والتوق للخلاص من هذا الواقع الخانق،بمرافقة موسيقى، تتناغم والمشاعر والأحاسيس ،سواء في لقطات "الكلوز اب"، او لقطات الطريق الجديد في المشهد الاخير.
وفي الفيلم نتوقف عند الاداء العالي للفنان"رائد محسن" الذي عرفناه كواحد من مبدعي المسرح العراقي، وهو هنا يقدم شخصية"أيوب" بكل ما للاسم من دلالة في الوجدان الشعبي، وبكل ماتختزنه الشخصية من مشاعر تتراوح مابين الاحباط و التمرد والرغبة والإصرار على الحياة، كما تظهر الفنانة"أيار عزيز خيون"، بدور بلقيس، التي أدت دورها الأول في السينما، بوعي لمكونات الشخصية،فهي الشاهد على كل هذه المعاناة،والام الصابرة، والزوجة غير المتذمرة،وطبعا الفنان"اياد الطائي"،باعتزاله العالم احتجاجا على هذا الواقع،وبقية الشخصيات التي أدت أدوارها ببساطة وعفوية.
ليالي الفيلم العربي.
العرض الثاني يوم بعد غد الأربعاء 14 آب، سيكون مع الفيلم اليمني "عشرة أيام قبل الزفة"، للمخرج عمرو جمال.
فيما سيكون العرض الثالث والاخير مع الفيلم السوري السوري "الطريق" للمخرج عبداللطيف عبدالحميد.
