غدا الثلاثاء:سينما شومان تعرض الفيلم الياباني - الكوبي " أرنستو" بجبل عمان .
2024 ,06 أيار
رانيا حداد:صوت العرب – الاردن.
 ضمن عروضها الاسبوعية المنتظمة،تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان يوم غد الثلاثاء الموافق 7 أيار، الساعة السادسة والنصف مساء، الفيلم الياباني الكوبي " أرنستو"، من إخراج جونجي ساكاموتو، وذلك في قاعة السينما بمقر المؤسسة بجبل عمان.
الحرية، والمساواة، والعدالة، والتحرر من الاستعمار، والتمرد على الاستقلال الصوري حين يستمر المستعمر في حكم البلاد من خلال أذرعه التي يحرص على بقائها في السلطة، كل هذه الأهداف قد تبدو للكثيرين بأنها أحلام يقظة عصية المنال، لكن وحده الإنسان الثوري، لا تعرف أحلامه حدوداً، ويدرك تلك الأحلام حتى لو كلفه الأمر حياته.
في هذه الأجواء تدور أحداث فيلم "إرنستو" الذي يتزامن إنتاجه -عام 2017-مع الذكرى الخمسين لمقتل كل من إرنستو "تشي" جيفارا، الطبيب الأرجنتيني الشهير، المتجول بالدراجة النارية، القائد الثوري والمناضل الأممي من أجل الحرية، وفريدي "إرنستو" مايمورا هورتادو، المناضل الياباني البوليفي الذي قاتل إلى جانب جيفارا، واغتيل وهو في الخامسة والعشرين من عمره على يد الدكتاتورية العسكرية في بوليفيا المدعومة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عام1967. 
الفيلم يتناول سيرة فريدي "إرنستو" مايمورا هورتادو، هو بوليفي من أصل ياباني -حيث هاجر والده إلى بوليفيا-ذهب عام 1962 إلى كوبا ضمن بعثة دراسية لدراسة الطب، كان لدى فردي منذ يفاعته بذور الانحياز إلى الحرية والعدالة والمساواة والتخلص من الظلم والفروق الطبقية بين الأغنياء والفقراء، وأراد أن يقوم بشيء إنساني لتوفير الدواء والرعاية لفقراء أمريكا اللاتينية لذلك درس الطب، وكان جيفارا وفيدل كاسترو نموذجاً ملهما تأثر بهما وطورا لديه الحس الثوري، وأثناء تواصل جيفارا وكاسترو مع طلاب الجامعات لمدهم بالروح الثورية، سأل فريدي كاسترو "ماذا عليّ أن أفعل الآن بجانب التعليم؟" فيجيبه كاسترو: "لا تسأل الآخرين ماذا يمكنك فعله، الله لا يقول ماذا يجب أن تفعل، سيخبرك قلبك ذات يوم"، ليخبره قلبه بعدها أن عليه أن يترك دراسة الطب وينخرط مع إرنستو "تشي" جيفارا في النضال من أجل تحرير بوليفيا من الدكتاتورية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية.
يبدأ فيلم "إرنستو" بلقطات من الثورة الكوبية وانتصارها عام 1959، حيث بعدها بوقت قصير سيقوم القائد الثوري تشي جيفارا بزيارة اليابان باسم العلاقات الكوبية اليابانية وتعزيز التجارة بين البلدين، وخصص وقتاً لزيارة هيروشيما من أجل التعبير عن احترامه لضحايا الحرب، الذين ذهبوا ضحية القنبلة النووية الأمريكية التي أسقطت على المدينة عام 1945، الأمر الذي أقلق المسؤولين اليابانيين خوفا من الولايات المتحدة الأمريكية التي هددت اليابان بفرض عقوبات إذا دخلت في علاقات تجارية مع كوبا، وهنا بادرهم جيفارا بسؤال استهجاني "لماذا لا تغضبوا من الأميركيين؟" في إشارة إلى لوحة هيروشيما التذكارية "لماذا لا يذكر من أرتكب الخطأ؟ كان بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية إنهاء الحرب بدون القنبلة". 
بعدها ينتقل الفيلم إلى عام 1962 ومجيء فريدي إلى كوبا لدراسة الطب، مروراً بأزمة خليج الخنازير؛ الأزمة النووية والتهديد بالغزو الأمريكي لكوبا الذي سيغير الأمور مع تحول مدرسة فريدي مؤقتاً إلى ثكنة عسكرية، وتحول الطلاب معها إلى مقاتلين متطوعين، حينها أصبح فريدي في قلب المواجهة والتفكير فيما يجب أن تكون عليه خياراته، وصولاً لانضمامه إلى جيفارا في تحرير بوليفيا واغتيالهما هناك.
فيلم "إرنستو" -وهو الاسم الحركي الذي منحه إرنستو جيفارا لفريدي-فيلم جميل، يلتفت إلى ما هو إنساني في شخصية الثورية، وإلى تأمل الوقائع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي من شأنها إذا ما صادفت إنسان رقيق وحساس تحول معها إلى ثائر جميل.
 
 
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون