ساره حسان :صوت العرب – مصر.
سيرَةُ الشَّفَقِ الأولَى
= = = = = = = = =
لَونٌ يَفِرُّ مِنَ الغُروبِ لِوالِهِ
دَفَعَتْ لَهُ الأجرَامُ نَجْمَةَ حَالِهِ
أَيَمُدُّ كَفًّا للسَّمَاءِ يَطُولُهَا
واللَّيْلُ بَيْنَ عِنَادِهِ، وهُزَالِهِ؟
كَفُّ الحَيَاةِ.. ثَقِيلَةٌ فِي ضَرْبِنَا
وقِيَامُهَا كَقُعُودِهَا بِظِلالِهِ
لمَّا اتَّكَأْتُ عَلَى مُروجِ سَفِينَتِي
مَوْجُ العُيونِ.. أجَارَ فِي سَيَّالِهِ
فَطَفِقْتُ أَرْسُمُ بالخُدُودِ سُطورَهُ
شِعْرًا يُؤوِّلُ ضَحْكَةً بِخَيالِهِ
خَلفَ الجُنُونِ يَسيرُ عَرَّافُ الأنَا
ليُنَجِّمَ القُربَانَ مِنْ أَغْلالِهِ
وكَعَادَتِي بَيْنَ الزَّمانِ، وكَيْدِهِ
أَرِثُ التَّأمُّلَ مِنْ بَهيمِ سُؤالِهِ!
فَزِيادَةُ الأشْياءِ تُنْذِرُ شُؤْمَهَا
في نَفْسِ مَعْبُودٍ عَلَى مِنوَالِهِ
وقَضِيَّةُ الصَّلْصَالِ فَرْعَنَها الذي
أَسَرَتْ رَصَاصَتُهُ عُيونَ غَزَالِهِ
وعَلَى سَفِينِ الرُّوحِ كَمْ مِنْ هِرَّةٍ
فِي سَبْعِ أَرْواحٍ قَضَو بِنِبَالِهِ
زَفَرَاتُ أشْوَاقِ التَّفَانِي دُونَهَا
أنفَاسُ إنْسَانٍ عَلَى أَعْمَالِهِ
باللَّهِ هَلَّا جِئْتُمُو مِنْ حَالِكُمْ
بِلَذِيذَةٍ تُغْنِي عَنِ اسْتِعْجَالِهِ؟!
أَوْ هَلْ لَكُمْ فِي ذِكْرِ فَاكِهَةِ الهَوَى
عَسَلٌ تَنَاسَى نَحْلَهُ بِنَوالِهِ؟
هَلْ مِنْ عُقُولٍ فِي شِمَالٍ نَبْضُهُا
بالنُّورِ خَفَّاقٌ عَلى صَلصَالِهِ!
حَتَّى يَعُودَ مُبَشِّرًا مُسْتَبْصِرًا
مُتَجَدِّدًا مِنْ حَالِهِ بِكَمَالِهِ