ندوة الخصوصية، اللامركزية الثقافية واوهام الكونية.
2025 ,03 أيار
د. فوزية ضيف الله:صوت العرب – تونس.
انتظمت الندوة، بواحة من واحات فطناسة، خروجا عن النمط الكلاسيكي للندوات، تحت النخيل، وسط مياه رقراقة، وكرم صاحب الواحة، عم محمد لحول ، الذي اثث مشهدية الندوة بصريا وذوقيا، بخصوصية غذائية، وخصوصيات جمالية، قدت للضيوف على عين المكان.
أدار الندوة المسرحي الدكتور حمادي الوهايبي، بعد ام تولت د. فوزية الندوة تقديم ورقة الندوة ووضعها في سياقها.
دارت المحادثات، بشكل تناوبي ومرن بدءا بالتعرف على تاريخية مسألة المركزية الثقافية بتونس كما قدمها الدكتور حمادي الوهايبي، معرجا على علاقة المركز بالجهات، ومثمنا لتجارب مخصوصة أخذت على عاتقها نقل المسرح الى المناطق الداخلية، ثم تدخل الدكتور سيف الدين الفرشيشي في نفس السياق وشارحا ومفككا لمفاهيم الهوية والمركزية والكونية في علاقتها بمسارات المسرح التونسي. 
قدم المخرج قاسم اسطنبولي من لبنان تجربته الخاصة في ابتكار مسرح عميق يذهب البعد، وشرح صعوبات التجربة ومراحل واهميتها، كما ثمن المخرج عمر غباش التجربة الاماراتية وعرف بتجربته الخاصة في خلق مشروع مسرحي يخصه، اما المخرج العراقي المقيم بايزلاندا فقد روى قصته في ابتكار فضاء مسرحي محلي، من خلال تطويع المستودع الذي يسكنه الى فضاء عرض، ومن ذاك المحلي والحميمي، امكنه أن يذهب بتجربته الى مسارح كبرى.
 اما المخرج التونسي المقيم بالمانيا ناجي وناس فقد تحدث عن حرية كل بشر في التعبير، وأن الفن هو حق كوني، وهذا الحق يتجسد في التعبير، جسدا وروحا، فالمسرح هو حاجة فيزيولوجية عضوية لا يمكن قمعها والا ثار الانسان وصرخ عاليا مطالبا بحقه في التعبير والفن. كما تفاعل الحاضرون مع موضوع الندوة، وتمت اثارة صعوبات رهان فك العزلة في الصحراء، الذي راهن عليه المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء، وتكون الهوية الثقافية عنصر مؤسسا، ركيزة اولى للمضي نحو الكونية. 
تواصل تفاعل الحضور مع المحادثات حول الكونية واللامركزية الثقافية، وتدخل ضيوف المهرجان من اوكرانيا ومن الهند، ساردين روايتهم بلغتهم، مثمنين قيمة التجربة التونسية وتجربة المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء في فك العزلة الثقافية، وتحمسهم لها وقد اعطتهم طاقة للتفكير، يستلهمون منها طرقا مغايرة للتقريب بين الفنانين الذين يشتغلون بشكل منفرد دون تعاونيات فيما بينهم، مكتفين بدعم الحكومات. 
ختمت الدكتورة فوزية ضيف الله الندوة، بالتركيز على أن الكونية تصبح وهما اذا كانت مطلبا خاليا من شروطه الاولى، أي الخصوصية، وأن فك العزلة الثقافية، والوصول للكونية يكون تلقائيا بشكل غير مصطنع، فكلما عاد الفنان الى ذاته، سردياته، تاريخه، فككه، تفاعل معه جماليا وذوقيا كلما صار قادرا على أن يكون كونيا. الكونية تأتي إلينا، كلما قدرنا ما لدينا من خصوصيات ثقافية وحضارية.
صور بعدسة :حافظ الشتيوي
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون