2022 ,23 أيار
محمد بن عرفة
*د.خالد شوكات: صوت العرب – تونس.
لدى أشقائنا المغاربة في تاريخهم المعاصر شخصية ترمز إلى كل فرد مزيّف يستعمل لسد الفراغ في السلطة بطريقة غير شرعية أو بمحاولة إيجاد غطاء للانقلاب على الشرعية..و بن عرفة هذا كان السلطان الذي نصّبته سلطات الحماية الفرنسية مكان السلطان الشرعي للبلاد سيدي محمد بن يوسف، الذي سيحمل بعد الاستقلال لقب "الملك محمد الخامس"..لقد ضاقت فرنسا بمواقف السلطان الشرعي الوطنية سنة 1953 ومطالبته المتكررة بنيل بلاده الاستقلال وبحثت له عن "بديل ماريونيت" فكان اختراع بن عرفة الذي لم يُجْدِ نفعا، فقد رفض الوطنيون المغاربة الاعتراف به، وتشبثوا بالسلطان الشرعي محمد الخامس الذي نفي الى كورسيكا ثم الى مدغشقر قبل ان يعود الى عرشه سنة 1955 معززا مكرّما أحبَّ شعبه فبادله الشعب حبّاً بحب رحمه الله، وبقي "المسكين بن عرفة" إلى أن توفي سنة 1976 منفيا، رمزا للانقلاب على الشرعية والخيانة والعمالة.. وواقع الامر أن بيننا في كل زمان ومكان من اختار أن يلعب دور "بن عرفة" وان يكتب في سِجلّ العار إلى يوم الدين، وأن يرث أبناءه من بعده ذات الْخِزْي والشنارْ..وهنيئا لكل من عُرِضَ عليه أن يكون ك"بن عرفة" ورفض متشبّثا بأخلاق الرجولة والفروسية والديمقراطية
*كاتب عربي ووزير سابق من تونس.