حادثة "الكلب".
2022 ,15 نيسان
الناقدة مرفت عمر
*مرفت عمر:صوت العرب – القاهرة.
لم تكن رهبتي من الكلاب وراء اصطدام رأس أحدهم بساقي اليسري ووقوعي على الأرض عقب انتهاء عملي في مؤسسة أخبار اليوم، كل الظن أن الأمر لن يتعدى ألم محتمل لوقت قصير وأعاود نشاطي من جديد، إلا أن زملائي حاولوا مساعدتي للوقوف او الجلوس ولم يتمكنوا فحملوني إلى أقرب مستشفى لاتخاذ اللازم، داخل قسم الطوارئ بمستشفى الهلال في الخامسة مساء السبت اكتظ الرواق بمصابي الكسور من مختلف الأعمار ينتظرون دورهم في الكشف، وذويهم يتنقلون بين الأدوار لدفع تذاكر الأشعات المطلوبة، صرخات الألم تخترق الجدران المصمتة والأجهزة الليزرية، أتجول على كرسي متحرك للكشف ثم عمل أشعات عادية ومقطعية حتى خروج التقرير النهائي لحالتي  كسر في مفصل الركبة اليسرى يستلزم جراحة وشريحة ذاتية الغلق مع شرخ في الساق المؤدي للمفصل ذاته في انتظار العرض على استشاري.
المؤلم أن الاستشاري غير موجود في مستشفى تعج ب"المكسورين" وأن علينا الانتظار للثلاثاء حتى يتم الكشف وتحديد موعدا لإجراء العملية، وفي سبيل ذلك تم عمل جبيرة وقائية تزن مالا يقل عن ?? كيلو جراما من القدم لاسفل مفصل الركبة، ووقف على كافة التفاصيل الزميل عادل دربالة رئيس اللجنة النقابية للعاملين بمؤسسة أخبار اليوم فلم يألو جهدا لتيسير الإجراءات وتحمل المؤسسة لتكاليف العلاج، واضطررت للعودة إلى منزلي بهذا الجسم الغريب للعيش معه أقسى أيام في حياتي محمولة على مقعد بمساعدة الجيران، اكتشفنا عند وصولنا للمستشفى يوم الثلاثاء أن الاستشاري غير موجود صباحا أيضا وعلينا انتظاره وإجراء العملية يوم السبت اي بعد مرور أسبوع من المعاناة التي بالكاد تنتهي اليوم التالي للإصابة في حالة وجود استشاري، فكان القرار بالذهاب إلى مستشفى المعلمين التي تعد أقل شهرة في علاج العظام عن الهلال.
بمجرد دخولي مستشفى المعلمين وجدت الرعاية الطبية التي لم أتمنى أكثر منها، الفريق المعالج وضع حدا لآلامي قبل اجراءي للجراحة بعد أن أصبحت الجبيرة الوقائية قنبلة موقوتة في سبيلها للانفجار، ولم يكف هاتفي عن اتصالات الاطمئنان من الزملاء والأصدقاء والأهل، ولا فرغت غرفتي من الزائرين إلا أن الجميع اندهش بأن حادثة كلب كانت وراء الزامي الراحة التامة وعدم التعامل مع ساقي المصابة لمدة ثلاث شهور.
*كاتبة وناقدة سينمائية.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون