الرئيس الغائب الحاضر يٌكرمه كارلوفي فاري السينمائي بالدورة الـ٥٩.
2025 ,03 تموز
د. أمــل الجمل:صوت العرب - كارلوفي فاري.
فــي عــام 1994 - ذلــك المهــرجــان الــذي أصــبح الآن مــلء الــسمع والــبصر - كــان مهــددا ومــحكومًــا عــليه
بــالفشــل إذ فــكرت وزارة الــثقافــة الــتشيكية فــي إلــغائــه، عــلى حــد وصــف الإعــلام هــناك. لــكن تــصدى لهــذا
الــحكم مــمثل أنــيق وســيم، روحــه مــرحــه، ابــتسامــته تســبقه، كــان ولاشــك نــموذجــاً لــلرجــل المــثالــي فــي عــيون
الـــعديـــد مـــن الـــنساء مـــن مـــختلف الأعـــمار. إنـــه يـــيري بـــارتـــوشـــكا المـــنتج والمـــمثل المســـرحـــي والـــسينمائـــي
والتليفزيوني والنجم المرموق في عالم فنون الأداء بجمهورية التشيك.
كـان بـارتـوشـكا ذلـك الـفارس الـذي انتشـل مهـرجـان كـارلـوفـي فـاري الـسينمائـى الـدولـي - قـبل أحـد وثـلاثـين
عــامــاً - مــن حــالــة الــحكم بــالإعــدام فــمنحه مــع فــريــق مــتفانــي قــبلة الــحياة، هــذا الــفريــق الــطموح المــعجون
بـالـشغف لـم يـكتفي بـإبـطال الـحكم ونـزع الـبدلـة الحـمراء، بـل رفـعوه إلـى مـصاف المهـرجـانـات الـدولـية الـعريـقة
- مـثل فـينيسيا وكـان وبـرلـين - فـصار لا يـقل أبـداً عـنها، بـل مـنافـساً قـويـاً. كـيف لا وقـد نـجحوا فـي جـعل
عشـرات الآلاف مـن عـشاق الـسينما الشـباب يـأتـون مـن مـختلف المـدن الـتشيكية فـينصبوا خـيامـهم، يـذهـبون
لــقاعــات الــسينما، يــنتظرون أمــام أبــوابــها، يــشاهــدون الأفــلام، وفــي فــترات الــراحــة يــرقــدون عــلى أرضــيات
غـرف الـفنادق، وفـي الـليل يـرقـص ويـتغنون بـأجـمل وأشـد الأغـانـي حـيويـة وبـهجة وذلـك عـلى مـدار أيـام ولـيال ٍ
من مشاهدة الأفلام.
هــذا الــفريــق بــدأ بــاثــنين لازالا مــتأجــجان بــالــحيويــة بــعد ربــع قــرن مــن الــعمل فــي أجــواء وقــيادة المهــرجــان
الـعريـق، وهـما كـارل أوخ، وكـريسـتوف مـوخـا. الأخـير هـو المـديـر الـتنفيذي الـذي يـعتبر بـارتـوشـكا بـأنـه »كـان
رجـلاً أنـقذ مهـرجـان كـارلـوفـي فـاري الـسينمائـي، مـثلما كـان مـمثلاً عـظيماً يـتمتع بـكاريـزمـا كـبيرة. أمـا الـناقـد
الـسينمائـى المـخضرم كـارل أوخ والـذي يـشغل مـنصب المـديـر الـفني للمهـرجـان مـنذ ٢٥ عـامـاً، فـيتذكـر فـترة
عـمله تـحت قـيادة بـارتـوشـكا واصـفاً إيـاهـا بـأنـها: »ربـع قـرن قـضيته بـالـقرب مـن إنـسان يـتمتع بـهالـة سـاحـرة،
لديه حس فكاهة لا يُقارن. إن الفراغ الذي يتركه هائل«.
ورغــم أن بــارتــوشــكا - الــحائــز عــلى جــائــزة الأســد الــتشيكي مــرتــين - كــان يــعانــي مــن مــضاعــفات صــحية
خـطيرة فـي الـسنوات الأخـيرة، لـكنه لـم يـتردد فـي مـواصـلة عـمله بـمرح وسـعادة، مـما كـان يـجعل مـن يـراه لا
يــشك أبــداً أنــه فــي أحــسن الأحــوال الــصحية. »واصــل بــارتــوشــكا عــمله الــدؤوب لخــدمــة المشهــد الــثقافــي
التشيكي وتمثيله في الخارج..« على حد وصف المتحدثة باسم مهرجان كارلوفي فاري، أوليانا دوناتوفا.
إذاً، هـذا الـعام يُـكمل المهـرجـان الـعريـق والأهـم فـي شـرق ووسـط أوروبـا دورتـه الـتاسـعة والخـمسين، لـكنه بـعد
ثـلاثـين عـامـاً سـيكون لـلمرة الأولـي بـدون الـوجـود الـفيزيـائـي لـلأب الـروحـي والمـنقذ يـيري بـارتـوشـكا، الـذي
غادر الحياة في ٨ مايو الماضي عن عمره يناهز الثامنة والسبعين.
لـيلة خـتام الـدورة الـــ ٥٨ - الـعام المـاضـي - خـامـرنـي شـعور أن فـريـق عـمل وإدارة المهـرجـان لا تـحتفي
فــقط بــمرور ثــلاثــين عــامــاً عــلى وجــود ومــرافــقة بــارتــوشــكا لــفريــق عــمل المهــرجــان، فــقد صــار رئــيسه عــن
اسـتحقاق، لـكن كـأنـما الاحـتفاء هـو تـرنـيمة حـب وأنـشودة لـلوداع، كـأنـهم قـرروا أن يـقولـوا لـه عـلى طـريـقتهم
وهـو لايـزال عـلى قـيد الـحياة: نـحبك، أمـتعتنا، سـاعـدتـنا، أنـقذت مهـرجـان بـلدنـا وتسـتحق كـل الـتكريـم، لـن
ننساك أبدا.
هــكذا راودتــني الأفــكار خــلال عــرض الــلقطات الــكثيرة لــه عــلى الــشاشــة الــعريــضة خــلال الــفيلم الــتنويــهي،
حـيث يـبدو بـمصاحـبة أكـبر وأهـم نـجوم هـولـييود والـسينما الأوروبـية.. كـذلـك أثـناء حـواره المـرح مـع مـقدم حـفل
الــختام فــبدا الأمــر كــأنــه تــغريــدة الــبجعة.. وســألــت نــفسي: تُــرى هــل يُــقدر لــنا أن نــراه مجــددا فــي الــدورة
الـتاسـعة والخـمسين؟ بـالـطبع الأعـمار بـيد الله.. هـناك شـباب يـموتـون مـبكراً.. لـيس الـقضية فـي المـوت.. لـكن
يكمن التساؤل فيما فعلت بحياتك قبل الموت.. ؟!
فــعل بــارتــوشــكا الــكثير والــكثير، لــذلــك كــانــت لــفتة ظــريــفة جــداً وشــديــدة الإنــسانــية أن يــقدم فــريــق تــنظيم
المهرجان هذه التحية وهو على قيد الحياة.
سـيغيب يـيري بـارتـوشـكا بـوجـوده الـفيزيـائـي لـكنه روحـه سـتكون مـخيمة فـي المـكان وعـلى أجـواء المهـرجـان،
سـيُعرض عـنه فـيلم لـيلة الإفـتتاح بـعنوان »عـلينا أن نُـؤطـره!« - حـوار مـع يـيري بـارتـوشـكا يـولـيو 2021 - مـن
إخـراج مـيلان كـوتـشينكا ويـاكـوب يـوراسـيك، بـالإضـافـة إلـى عـرض فـيلم »نـظريـة الـنمر« الـذي أنـتجه وقـام
بـبطولـته، إضـافـة إلـى مـعرض فـوتـوغـرافـيا بـاسـمه. هـكذا دومـا يٌٌـكرم المهـرجـان الـعريـق كـل مـن سـانـده. مـؤكـد
سـتكون لـيلة مـشحونـة بـالـعواطـف والـشجن، ولـن أقـول الحـزن، فـرغـم الافـتقاد سـتكون هـناك مـشاعـر بـالـفرح
لأن المهـرجـان يـسير قـدمـا بـنجاح وثـبات، الـتكريـمات تـثبت ذلـك، حـضور كـبار الـنجوم والنجـمات الـفائـزيـن
بـجوائـز الأوسـكار، وصـانـعي الأفـلام الـبارزيـن تُـؤكـد ذلـك ، فـأن يـحضر مـثلاً فـي هـذه الـدورة النجـم مـايـكل
دوجلاس للمهرجان للمرة الثانية فهذا أمر ليس هين أبداً.
ﺳـﺘُﺘﺎح ﻟﻠﺠـﻤﮭﻮر ﻓـﺮﺻـﺔ ﻣـﺸﺎھـﺪة ﻓـﯿﻠﻢ اﻻﻓـﺘﺘﺎح ﻋـﺒﺮ اﻹﻧـﺘﺮﻧـﺖ ﻋـﻠﻰ اﻟـﻤﻮﻗـﻊ www.kviff.tv.
ﺳـﯿﺒﺪأ اﻟـﺒﺚ اﻟـﻤﺒﺎﺷـﺮ
ﺳـﯿﻜﻮن ﺑـﺚ
ﺣـﻮاﻟـﻲ اﻟـﺴﺎﻋـﺔ 9:15 ﻣـﺴﺎءً - ﺑـﻌﺪ اﻧـﺘﮭﺎء ﺣـﻔﻞ اﻻﻓـﺘﺘﺎح، اﻟـﺬي ﺳـﯿُﺒﺚ ﻣـﺒﺎﺷـﺮةً ﻋـﻠﻰ ﻗـﻨﺎة KVIFF.TV.
ﻛـﻤﺎ ﺳـﺘﺘﻮﻓـﺮ
اﻟـﻔﯿﻠﻢ ﻣـﺘﺎﺣً ـﺎ ﻣـﺒﺎﺷـﺮةً ﻓـﻘﻂ، وﺳـﯿﻜﻮن ﻣـﺘﺎﺣً ـﺎ ﻓـﻲ ﺟـﻤﯿﻊ أﻧـﺤﺎء اﻟـﻌﺎﻟـﻢ ﻣـﺠﺎﻧًـﺎ، دون اﻟـﺤﺎﺟـﺔ إﻟـﻰ اﻟـﺘﺴﺠﯿﻞ.
اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻹﻧﺠﻠﯿﺰﯾﺔ.
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون