2022 ,23 آذار
نسرين جمعة: صوت العرب – القاهرة.
هل هلالك شهر مبارك يا رمضان , كل سنة و احنا طيبين , سالمين , آمنين , راضيين , زينات تعلق , فوانيس تضاء فى الشوارع و البيوت , شوادر نصبت بالسلع الرمضانية و الغير رمضانية , نتبادل التهانى و نوصل ما يقطع نتيجة المشاغل و الحصار الالكترونى الذى لم يترك للعلاقات الإنسانية مكان كافى فى حياة البشر , رمضان هو الفرصة العظيمة لإعادة العلاقات مع بعضنا البعض و الأهم علاقتنا بالله التى تشوبها القصور أحيانا . نكثر من الدعاء و الصدقات و قراءة القرآن , نصل الأرحام و نتودد للجار .
طقوس و عادات رمضان لم تختلف كثيرا رغم التطور , نحرص عليها , نستمتع بها , نتشارك فيها بكل حب و بسعادة , شهر البركة , شهر تعافى النفوس و التخلص من أثقال المعاصى أو عدم الرضا , شهر تطويع النفوس و تقويضها للأفضل , شهر الإحساس بالآخرين و الحمد و الشكر الدائمين على أنعم الله الكثيرة التى لا تعد و لا تحصى.
أهم ما يميز شهر رمضان هو نزول القرآن الكريم فيه , هنا لابد لنا تدبر و تأمل فى ذلك الشهر الكريم , أرى أنه فرصة عظيمة مع الصيام حيث تترفع النفس و لا تشتهى الماديات أن تتعايش فى ساعات الصيام مع القرآن الكريم و تتدبره , تعقله , تفكر فى كلام الله بتمعن تقرأ رسالة الله للناس و للمؤمنين , و هذا ما يريده الله من البشر حتى يدركوا الرسالة المرسلة لهم من الله سبحانه و تعالى و يحاولوا تطبيقها قدر المستطاع , مؤكد ذلك حتى تتحقق للإنسان السلامة فى الدنيا و يتخطى التحديات و يفوز بالجنة التى يشتاق كل مؤمن إليها , حين يقرأ و يتدبر يشكر الله و يحمده حمدا كثير لارساله لنا القرآن الكريم على رسوله الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و حفظه لنا و سيظل حتى يوم الدين , كيف تكون الحياة دون القرآن الكريم الذى يخبرنا و يعلمنا و يرشدنا لما فيه الصواب و الحق , للقرآن الكريم الكثير من الدروس , كنوز لا تنتهى , معانى لا تنضب , أفكار عديدة للآية الواحدة و كلما قرأتها تكتشف فيها معانى جديدة و أفكار أخرى , القرآن معجزة إلهية تكفى جميع الخلق فى أى زمان و مكان حتى يوم الدين .