الكاتب والناقد البحريني يوسف الحمدان:درب التجريب في المسرح صعب وشائك ومربك .
2024 ,03 تشرين الأول
الناقد والكاتب يوسف الحمدان.
- سلطنة عُمان تشهد حراكًا ثقافيًا وفنيًا على شتى الأصعدة والمجالات
- مسرحنا العربي محاط بأسلاك شائكة ويستظل بجحيم جهات مركبة العواقب 
عبدالرزّاق الربيعي :صوت العرب.
قال الكاتب والناقد المسرحي البحريني يوسف الحمدان: "في سلطنة عُمان طاقات مسرحيّة مهمّة جدًّا، ولها حضورها المميز في المشهد المسرحي الخليجي والعربي والدولي، وتأثيرها ملموس على الطاقات الشابة الواعدة، وأنا حقًا ألحظ تطورًا ملموسًا في المسرح العماني في شتى المجالات، وأرى في عهد السلطان هيثم بن طارق آل بوسعيد -حفظه الله- الزاهر حركة ثقافية وفنية فريدة من نوعها وعلى شتى الأصعدة والمجالات".
جاء ذلك في حوارنا مع الحمدان، الذي يُعدّ واحدًا من أبرز الوجوه المسرحية في الخليج، كاتبًا ومخرجًا وناقدًا ومنظّرًا في شؤون المسرح، وله كتب وبحوث ودراسات نقدية مسرحية أكدت حضوره الفاعل في الساحة المسرحية الخليجية، وهو عضو مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح وأحد مؤسسي مهرجان المسرح المدرسي بدول مجلس التعاون الخليجي.
وتحدّث عن واقع المسرح الخليجي والعربي والتحديات التي تواجه العاملين في هذا الحقل، ودور المهرجانات المسرحية في دفعه للأمام، إلى جانب قضايا عديدة.
وكانت محطّة انطلاقنا الأولى مع ما خزّنته الذاكرة من الدورة الأولى لمهرجان المسرح العماني، وكانت له بها صولات وجولات في ندواته التطبيقية، ودورته الثامنة التي نشهدها اليوم، فقال: "لا شكّ أن هناك فارقًا كبيرًا بين ما شاهدته في مهرجان سلطنة عمان عام 2004، هذا المهرجان الذي كان أول من أجرى لقاء صحفي معي فيه هو شخصك الكريم، والذي بلا شك أسهم في تعريفي على الوسط المسرحي والثقافي في سلطنة عمان، قلتُ إن هناك فارقًا كبيرًا بلا شك، ولكني أجزم بأن ما شاهدته في تلك الفترة وفي هذا المهرجان أكّد لي حضور السلطنة المسرحي القوي في ساحتنا المسرحية الخليجية، رأيت طاقات شابة متوهجة في مختلف المجالات الإبداعية في المسرح، سكنتني عُمان حقًا، عشقتها، وتخيلتها لحظة ذاك تلك السعفة الأسطورية الطائرة التي اختطفتني من موطني حبًا وعشقًا واستقرت بي في ربوع وطنها، هي السعفة السحرية التي كان يحدثنا آباؤنا وأهلنا عنها، حين تحبك أو يحبك أحد من سلطنة عُمان يتحول إلى سعفة طائرة كي يتمكن من اختطافك من وطنك، ولو كانت الباحثة (جوليا كريستيفا) زارت سلطنة عُمان لاكتشفت المدهش والعجائبي الذي لم تدوّنه في كتابها (سحر الشرق). ففي سلطنة عُمان طاقات مسرحية مهمة جدًّا، ولها حضورها المميز في المشهد المسرحي الخليجي والعربي والدولي، وأذكر منهم الفنان المخرج عماد الشنفري، والفنان المخرج يوسف البلوشي، والمخرج الدكتور مرشد راقي، والفنان المخرج جاسم البطاشي، والفنان الممثل الاستثنائي الرائع محمد العجمي، والكاتبة الناقدة المهمة عربيًا الدكتورة آمنة الربيع، والصديقة الناقدة الدكتورة عزة القصابي، والباحث الكاتب الدكتور سعيد السيابي وغيرهم، وليعذرني بعض الإخوة إذا خانتني الذاكرة اللحظة عن ذكر أسمائهم، واستمرت من خلال مهرجانات فرقها، مثل مهرجان الرستاق ومهرجان ظفار ومهرجان خريف صلالة ومهرجان الدن الدولي الذي شرفت في نوفمبر العام الماضي بدعوة منظميه لي، وعلى رأسهم الأصدقاء الفنان محمد النبهاني رئيس المهرجان، والفنان القدير الصديق طالب محمد، والفنان الوديع الحبيب إدريس النبهاني، هناك استعدت ذكريات جميلة جمعتنا في مسقط قبل عقدين من الزمن، وهناك تعرفت على طاقات شبابية عمانية رائعة ومتوهجة وتمنح روحها للمسرح دون مقابل، أحببتهم منظمين وفاعلين ومؤدين ومخرجين ومؤلفين وسينوغرافيين وفنيين في مسرح الطفل ومسرح الشارع ومسرح الكبار بقاعة العرض، فبلا أدنى شك أن المهرجانات مهمة ومغذية لروح المسرح وحراكه، خاصة إذا استمر هذا الدعم لهذه المهرجانات من كل الجهات الحكومية والخاصة والأفراد.
- باعتبارك من المتتبعين للمسرح العربي، والمنظّرين له، كيف ترى واقع المسرح العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص؟
يا صديقي وأنت في قلب الهم.. نادرون هم المتفرّغون للمسرح في وطننا العربي، والخليج العربي جزء لا يتجزأ طبعًا من هذا الحراك المسرحي بشكل عام، وأنا هنا أتحدث عن كافة المجالات في المسرح، فمعاهدنا وأكاديمياتنا المسرحية تشكو من قلة المشتغلين المهمومين بالمسرح أولًا دون غيره، كما أنها توشك أن تكون (بيداغوجيا) مسرحية تقليدية وليست حداثوية أو متكئة على رؤى واتجاهات فلسفية تستدعي وتستثير الأسئلة ورؤى الخلق والجنون الخلاق في المسرح، كما هي بعض الأكاديميات والاتجاهات المسرحية في فرنسا وألمانيا وبريطانيا مثلًا، بجانب ذلك نلحظ أن مسارحنا العربية والخليجية تعتمد كل الاعتماد على المهرجانات المسرحية التي تقام في هذا البلد أو ذاك، ودعك من مستوى بعض المهرجانات التي تنظمها بعض الدكاكين المسرحية هنا وهناك، كما أن فرقنا المسرحية في الغالب غير مستقلة وأغلبها تابعة للنفع العام أو بعض المؤسسات الحكومية، ويشكو أغلبها من شح الدعم، وهذه مشكلة تعاني منها أغلب الفرق المسرحية في وطننا العربي، كنا نتمنى أن تتشكل في مسرحنا اتجاهات مسرحية خلاقة كمسرح (تياترو) مثلًا للمخرج المبدع الكبير توفيق الجبالي، وهو حالة فريدة حقًا في مسرحنا العربي. نعم، نلحظ وجود اتجاهات مسرحية هنا وهناك ولكنها غير معضدة بالدعم بما يكفي، مثل تجارب المخرجين المبدعين محمد الحر وأمين ناسور وأحمد أمين الساهل وأسماء الهوري من المغرب، وتجارب المخرجين الشباب في تونس من أمثال نزار السعيدي ووليد الدغسني ووفاء طبوبي، والمخرج الجزائري محمد شرشال، والمخرج العراقي أنس عبدالصمد، والمخرجين المصريين انتصار عبدالفتاح وناصر عبدالمنعم، كما نلحظ غياب المؤسسات أو المراكز البحثية المختصة بالمسرح والمعامل المسرحية، وفي هذا الصدد نتوجه بالشكر للهيئة العربية للمسرح بقيادة سلطان الثقافة والفكر والمسرح صاحب السمو الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، الذي أعلن قبل شهرين تقريبًا العمل على إنشاء هذا المركز الذي سيكون له بالغ الأثر على حراكنا المسرحي العربي بشكل عام، وهنا لا يفوتني أيضًا أن أقف على الجهد الكبير الذي تضطلع به الهيئة من أجل إنعاش الحراك المسرحي في وطننا العربي ودعمه بشتى السبل والإمكانات، كما ينبغي الوقوف على الجهد الفكري والاستثنائي الذي يضطلع به الصديق الباحث المفكر الدكتور خالد أمين عبر المركز الدولي لدراسات الفرجة، الذي ينظم سنويًا ملتقيات ومؤتمرات فكرية تختص وتعنى بالدراسات المسرحية، والذي يُدعى إليه أهم المفكرين والباحثين والنقاد من شتى بقاع الأرض.
فالواقع المسرحي العربي في جملة ما ذكرت يشكو ويعاني من قلة التواصل مع المسرح أولًا، وهذه في حد ذاتها مفارقة (غروتوسكية) تحتاج إلى قراءة تفكيكية لواقع
مسرحنا العربي الذي أوشك أن يكون مسرحًا في حد ذاته وبحاجة إلى من يتصدى له!!
- إذن المسرح العربي يواجه اليوم تحدّيات عديدة؟ ما أبرز هذه التحدّيات؟
التحدّي الأول والأخير إما أن نكون أهلًا للمسرح أو نغلق الأبواب جميعها حتى يأذن لنا المسرح بالدخول، وللأسف يا صديقي، وأقولها بمرارة أغلب المسرحيين أعداء مسارحهم، فهل هناك أشد عتمة من ذلك المشهد؟
دعني أتفاءل قليلًا يا صديقي بما أراه اللحظة راهنًا، ولكني أخشى أن يكون ذلك مشهدًا عابرًا في ذاكرة منسية.
- كيف يمكننا معالجة هذا التحدي وتسليط إضاءة كاشفة على المشهد المعتم؟
أجيبك بسؤال آخر، متى تكف الصخرة عن الصعود إلى أعلى قمة الجبل وهي على ظهر حاملها المُرغم (سيزيف)؟ مسرحنا العربي -وأنا أفضّل أن يكون المسمى بدلًا من المسرح العربي "المسرح في أوطاننا العربية"- هو مسرحٌ محاط بأسلاك شائكة ويستظل بجحيم جهات مركبة العواقب وقد كُتب عليه أن يكون على حواف الأشياء لا في قلبها، المسرح هو اصطياد السمك من فوق ذرى الأمواج، فهل نحن قادرون كمسرحيين على النظر إلى المدى والعتمة تستبيح وتسكن ذواتنا ودروبنا؟ 
- وما الواجب الملقى على عاتق المسرحيين العرب في هذه المرحلة الحرجة، لا سيّما أن المسرح العربي بدأ يفقد الجمهور، وأصبحت عروضه مقتصرة على النخب؟
كل مسرح ينتخب جمهوره، ولكن هناك مسرح يصدر عن فكر ورؤى فلسفية خلاقة وأسئلة تجادل زمنه وعصره، فيرتقي بجمهوره وجمهوره بالمثل يرتقي به، وهناك مسرح يستبيح المسرح في المسرح، المسرح مسارح والجمهور جماهير، والمتجاوز لشروط وقوانين اللعبة حتمًا سيدفع الضريبة.
- إذن، كيف يمكننا إعادة الجمهور للمسرح؟
يمكننا ذلك بعودة المسرح نفسه، فالجمهور الذي اعتاد على مشهيات لحظوية يقدمها المسرح له في لحظة العرض، ممكن أن يفقد شهيته هذه في لحظة نهاية العرض، أنا طبعًا لست مع من يذهب إلى هذه المقولة، علينا أن نمسك العصا من الوسط، فالمسرح لم يُخلق رقّاصة في ملهى حتى يتشهى الجمهور وسطه أثناء العرض، المسرح يعني أن تكون كائنًا يصعب مسك أو توجيه أنفاسك لحظة إذ يبدأ.
- لك مقولة هي "لا تقربوا المسرح وأنتم عقلاء"، كيف يصبح الجنون امتيازًا للوقوف على الخشبة؟
أنا أتحدث عن الجنون الخلاق الذي يعصف بسائد الأمور والأشياء واعتياديتها، وليس الجنون المرضي، الجنون يعني أن تمنح نفسك للمسرح دون أن تفكر في الضوابط والمسنفرات، أن تثير خلايا الكون كله في لحظة أو ومضة هاربة، أن تكون رهين وقرين القلق المؤجج لأسئلة لا حدود لها، هذا مختصر ما أعني في هذه العبارة.
- تعكف على دراسة حول علاقة المسرح بالجنون، كيف تحدد أبعاد هذه العلاقة؟
دراستي حول المسرح والجنون قدّمتها مؤخرًا في مهرجان الدار البيضاء الدولي للمسرح الجامعي، واخترت المخرج المبدع المجنون الخلّاق توفيق الجبالي نموذجًا، وفيها تناولت القضايا والرؤى التي انتجت وتماهت مع هذا الجنون الخلّاق في مسرحياته "المجنون" و"فهمت لا" و"على هواك"، وأنا بصدد أن أذهب بعيدًا في هذا المحور، فأمعن البحث فيه أكثر في تجربة الجبالي ليصدر هذا الجهد مستقبلاً في كتاب.
- أنت من دعاة التجريب في المسرح العربي، ما هو مفهوم التجريب برأيك؟ وما الأشواط التي قطعها المسرح العربي في التجريب؟
التجريب ليس حكرًا على مفهوم واحد، فهو يتكئ على رؤية المشتغل في حقول المسرح الفلسفية والمعملية والفكرية، لكل مبدع في هذه الحقول رؤية، بل رؤى خلقية متأملة ومشاكسة، فهناك من يشتغل على الفضاء المسرحي مثل (بيتر بروك) في مساحته الخالية والتي تمثلها مخرجون ومنظرون كثر، وهناك من يرى المسرح بوصفه مشفى للأمراض العقلية فيخضع تجربته وفق رؤيته هذه، كالمخرج الياباني والفيلسوف المجنون (تادوشي سوزوكي)، وهناك من يشتغل على الصوت والجسد والفضاء الأنثروبولوجي مثل (غروتوفسكي وأوجينيو باربا)، وهناك من يشتغل على فلسفة الموت مثل (تادوش كانتور). وهناك من يمعن البحث في (المابعدية) من أمثال (إيريكا فيشر ليشته)، وهناك من يبحث في مجال التلقي في هذا المجال من أمثال (باتريس بافيس)، وهناك من يشتغل على مسرح الصورة مثل المخرج الأمريكي (بوب ويلسون)، وهناك من وقف على مسألة التلقي في المسرح من أمثال (آن برانفيلد) و(جوليان هيلتون) و(ياوس ورولان بارت)، وهناك من حفّز في هذه المجالات أسئلة معرفية فلسفية مهمة من أمثال (ميشيل فوكو) و(دولوز) و(جاك دريدا)، وهناك من وقف على الجسد وتشظياته من أمثال (بينا باوش) و(ليتز بيسك)، وهناك من وقف على الجانب الاحتفالي من أمثال (باختين)، وهناك مخرجون عرب مبدعون تواصلوا في حقول ومديات التجريب، وقدموا رؤى مهمة فيها، مثل المخرج العراقي الكبير الدكتور صلاح القصب، والمخرج العراقي الراحل الدكتور عوني كرومي، والمخرج التونسي المبدع توفيق الجبالي، والمخرج البحريني الصديق المبدع الراحل عبد الله السعداوي، والمخرج الكويتي المبدع سليمان البسام، وفي أفق البحث تبرز قامات عربية مهمة مثل الباحث المغربي القدير الدكتور خالد أمين، والناقد المغربي الراحل حسن المنيعي، والباحث الناقد الصديق المبدع الدكتور سامح مهران، والقائمة تطول، فلكل منهم رؤيته ومختبره، والتجريب رؤى ومختبرات، ومعها في رأيي ينتفي وجود التصنيف التقليدي للمسرح أو النص في سياقاته المتعددة، فأنا غير مقتنع تمامًا بتصنيفات مثل الواقعية أو الرومانسية أو الرمزية أو غيرها، وخاصة في مختبر المسرح، ربما يكون ذلك مقبولاً في فن التشكيل، ولكن في المسرح، كم من المسرحيات التي صنفت واقعية أو رمزية أو غيرها تناولها مخرجون برؤى مغايرة تمامًا لما تم تصنيفها عليه؟
- وما الذي يحتاج إليه المسرح اليوم؟
مسرحنا العربي بحاجة إلى هذه الجرأة والمشاكسة والاشتباك مع الآخر كي ينتج رؤيته المغايرة في المسرح، وأعتقد أن الجهود التي يضطلع بها بعض من ذكرت من مخرجينا العرب كفيلة بأن تؤسس لوعي جديد ومغاير في هذا المجال، وأنا في قلب المشهد، ألحظ اليوم بعض الشباب الذين سيشكلون نواة تأسيسية مهمة في مختبرنا التجريبي في الخليج، من أمثال السينوغراف المخرج الكويتي فيصل العبيد، والمخرج السينوغراف الإماراتي محمد العامري، والمخرجين البحرينيين خالد الرويعي وعيسى الصنديد، والمخرج السينوغراف السعودي أحمد الأحمدي، والمخرجين العمانيين عماد الشنفري ويوسف البلوشي، وغيرهم ربما لم يأتوا في وارد الذاكرة الآن، ولكن أكرّر أن درب التجريب في المسرح صعب وشائك ومربك، وهو منطقة أو مطبخ للتحدي والتوريط باستمرار.
- مع بروز الحاجة إلى الاستثمار الثقافي، كيف يمكننا الاستثمار في المسرح؟
أرى الاستثمار في المسرح من خلال استثمار المعرفة الخلاقة أولًا، ومن خلال استثمار الجسد الذي يعتبره المخرج الياباني (تادوشي سوزوكي) ملازماً للثقافة، ونحن آخر من يتعرف على جسده، ومن خلال البحث والاكتشاف والمختبرات التي ينبغي ألا تتوقف، سواء كانت من خلال التدريبات أو استقصاء هذه التدريبات في التجارب المسرحية، أراه أيضًا من خلال الانهماك في مغاليق وآفاق الفلسفة التي بها تتشكل الرؤى الخلاقة والمؤثرة في المسرح، أراه في الابتعاد عن خلط الأدوار والتركيز على الأهم الذي يعنينا ويعني من يتلقانا، فمسألة الاستثمار في المسرح ليست رهناً بالجانب المادي أو التجاري، إنما هي بالدرجة الأولى الوقوف على بوصلة اتجاهاتنا الإبداعية في المسرح ومدى إمكانية دفعها وتوجيه دفتها نحو ضمانات الاستمرار في معمل الخلق المسرحي.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون