فى حصاد العام المسرحى المصرى…ظواهر ايجابية واخرى سلبية.
2023 ,04 كانون الثاني
الكاتب والناقد احمد خميس
المتلقى الان مختلف وذائقته معقدة وتحتاج جهد كبير وذكاء من صناع العرض المسرحى.
*احمد خميس: صوت العرب – القاهرة.
لا شك ان ذلك العام شهد العديد من الظواهر المسرحية المؤثرة والتى يرجى التوقف أمامها كثيرا كونها ستغير حتما خريطة المسرح المصرى فى المستقبل القريب, يأتى فى مقدمة تلك الظواهر تنامى عروض القطاع الخاص بأشكال واطروحات مغايرة فهناك إختلاف كبير بين عروض موجهة للتقديم فى مواسم مسرحية خليجية واخرى صنعت خصيصا كى تناسب الذائقة المصرية التى يمكنها أن تدفع مبلغا كبيرا فى التكيت وثالثة تغامر بمجموعة شباب وتنحت فى طريق صعب كى تثبت وجودها على الساحة الفنية, من هنا انا متفائل بذلك النوع والزخم الذى يشهده, فحتى تلك العروض الموجهة للمتلقى الخليجى عندها اهداف محددة وتعرف ما ينتظره منها المتلقى هناك واملى كبير فى تطوير ما يقدم هناك يعيد تشكيل المعادلة القديمة سيئة السمعة فالمتلقى الان مختلف وذائقته معقدة وتحتاج جهد كبير وذكاء من صناع العرض المسرحى
على جانب اخر جاءت مبادرة حياة كريمة لتقدم المسرح فى كثير من المحافظات المصرية بالمجان وتلك مسألة مهمة للغاية وضمن اهدافها توسيع رقعة الوعى بالمسرح وادواره المتعددة ومن يشاهد تلك العروض والاقبال الخرافى عليها من الشرائح الاجتماعية المختلفة سيدرك اهمية الموضوع وضرورته الملحة, فقط نحتاج أن ننوع فى تلك العروض ونفتح المجال لعروض الفرق المستقلة والجامعية المميزة كى تشارك بدعم من الوزارات المعنية
الظاهرة الثالثة هى تلك التى سعى اليها الاستاذ خالد جلال حين قرر عقد مجموعة من الاجتماعات مع مديرو فرق البيت الفنى للمسرح لتكون المحصلة عقد مؤتمر صحفى ضخم يعلن فيه كل مدير عن انتاج العام فى الفرقة التى يشرف عليها وهو الامر الذى يعنى اننا اصبحنا على اعتاب نظام انتاجى منتظم يعرف اهدافه ويطمح فى الانتظام الادارى كما يحدث فى العالم حولنا
الظاهرة الرابعة هى تقديم افكار درامية متطورة من شباب المبدعين خاصة هؤلاء الذين يكتبون ويخرجون فى نفس الوقت امثال محمد عادل فى (المطبخ) ومحمد السورى فى (بنت القمر) فلقد استطاع هؤلاء ان يدعموا الانتاج المسرحى المصرى برؤى واعية تماما بدور المسرح وما يمكن أن يطرحه من افكار مشتبكة مع الراهن
الظاهرة الخامسة عن الاثر السئ الذى تخلفه الرقابة الصارمة على المنتج المسرحى المصرى فمعظم الانتاج الراهن مسطح بسبب تلك القبضة الغاشمة على الابداع المسرحى وقد تحدثنا كثيرا فى تلك النقطة دون استجابة جادة من اصحاب القرار رغم تأثيرها الواضح على معظم الانتاج.
*كاتب وناقد مسرحي.
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون