2024 ,09 تشرين الثاني

عزة الزفتاوى :صوت العرب – لندن.
الموسيقى كالتاريخ تسافر فيها الألحان عابرة السهول والجبال وكل الحواجز الجغرافية ، الموسيقى هي الفن الوحيد الذي يمكنه مرافقة الناس في كل مكان و زمان وعلى أي حال وفيها تنطوى كل تجارب الشعوب و أحوالهم ، فيها تعبيرهم عن كل تفاصيل الحياة وأثرها .
مسرح" دروري لين الملكي " بمنطقة كوڤنت غاردن في العاصمة البريطانية لندن ، كان ملتقى لأمسية عمانية بامتياز ، أبطالها شباب عُمانيون من فرقة مسقط الفيلهارمونية السلطانية وفريق الإنشاد الأوبرالي ، حيث عكست الثراء الموسيقي والفني الذي تزخر به سلطنة عمان .
حفل هو الأول من نوعه خارج سلطنة عمان.
الليلة العمانية التي استمرت قرابة ساعتين ، جاءت مطرزة بمعزوفات متنوعة من المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية العالمية ، لأبرز الموسيقيين العالميين مثل : چوزيبي فيردى وباسكال كارمينا نارو و يوهانس برامز وبدريخ سميتانا وغيرهم الكثير
استهلت أوركسترا مسقط الفيلهارمونية السلطانية حفلها الرائع بمقطوعة " الرقصة الأخيرة " للمؤلف الإيراني محمد رضا على غولى ، ثم عزفت مقطوعة عُمانية بعنوان " وتجلت لى عُمان " للمؤلف العُماني إبراهيم بن سالم المنذري بمشاركة فريق الانشاد الأوبرالي
معزوفات عربية باصوات عمانية
ورغم أن الطقس في لندن هذه الأيام يميل الى البرودة ، إلا أن الأمسية العُمانية ، أعطت دفئاً للمتلقي ، حيث استمتع الحضور الذى بلغ عددهم قرابة 2000 شخص ، بمعزوفات وموشحات و طربيات عربية من قبيل سألونى الناس و جادك الغيث للرحابنة وما شممت الورد و غنى لى شوى لزكريا أحمد ، تغنت بها أصوات عُمانية واختتم الحفل بمعزوفة من التراث الشعبي العُماني بهدف تعزيز التبادل الفني بين سلطنة عمان و المملكة المتحدة
أول مايسترو امراة عمانية.
وسط اعجاب وثناء الحضور البريطاني و العربي بقدرة هؤلاء الشباب العُماني على عزف الموسيقى العالمية بروح عُمانية ، جاءت قيادة فرقة أوركسترا الفيلهارمونية السلطانية عبر أنامل المايسترو " الهام الطوقى " وهى أول قائدة لفرقة أوركسترا فيلهارمونية في سلطنة عمان و الخليج العربي .
تمتلك الأوركسترا العُمانية تنوعاً كبيراً من الآلات الموسيقية الخاصة بها ، يمكنها تلبية جميع متطلبات المعزوفات الموسيقية ، ولدى كل آلة في الفرقة موظف خاص ، يهتم بها بعد العزف .
هناك الآلات الوترية ، وآلات النفخ و النحاسيات و الإيقاع ، والآلات الفردية الموزعة كالبيانو و الهارب . يقارب عدد عازفي الأوركسترا الفيلهارمونية العمانية حوالي 80 عازفا.
الأمسية الموسيقية العُمانية في لندن كانت مسك الختام ، لمشاركة سلطنة عمان في معرض سوق السياحة والسفر السنوي العالمي " لندن 2024 " أمسية تعد حدثاً مهماً في إطار جهود وزارة التراث والسياحة لتعزيز مكانة سلطنة عُمان سياحياً و الترويج للثقافة العمانية ومقوماتها السياحية ، وللتعريف بالفنون العُمانية الأصيلة في مختلف المعارض والمحافل الدولية ، كل ذلك عبر بوابة الفنون ، أحد أعرق الطرق للوصول إلي حس ومشاعر مختلف الأفراد والشعوب