مونودراما "صانع الفزاعات":غياب الارادة والهروب والخوف من مواجهة الواقع.
2023 ,14 آب
دعاء مامون:صوت العرب – الاردن.
قدم مهرجان الزرقاء للمونودراما في دورته الاولى على مسرح حبيب الزيودي ،في مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي للعام ٢٠٢٣ وفي ثالث ايام المهرجان ،المونودراما العمانية  "صانع الفزاعات" للمخرج عبدالملك الغداني وللمؤلف الاردني المقيم في سلطنة عمان نائل جرابعه عرض فيها قصة الشاب البسيط الذي اجبر منقادا على صناعة الفزاعات لابعاد الغربان عن المحاصيل الزراعية، و في بداية العرض نرى الشاب يرقص بفرح احتفالا بصناعته للفزاعه الصديق بلا يد قائلا (اليد ترف لا نستحقه ) مبررا ذلك انه كلما صنع فزاعه اكلتها الغربان وان لا نتائج ايجابية لصناعة الايادي للفزاعات، فهي دون جدوى ولم تطرد الغربان، وقد اتت على جميع موسم الحصاد،
وفي حوارات بينه وبين صديقه "الفزاعه" اثناء العرض ،تبرزصراعات كثيره ،وماهي الا صراعات مع الذات ،محاولا الوصول للعالم الخارجي، ولكنه لايستطيع ويختار البقاء والاستمرار في مكانه مع فزاعاته لان الاراده تتقصه في مواجهة الواقع والاعتراف بالحقيقة 
قدمت القصه البسيطه مثالا للشاب الفقير المنغلق، فتارة نراه يتخلى عن الموروث، وتارة اخرى يكون متمسكا بالارث من خلال الصندوق الخشبي الذي اعطاه اياه والده وصناعته للفزاعات
هبط ايقاع العرض في بعض المشاهد ،ولم يكن هناك تحولات درامية عالية، رغم محاولة الممثل اضفاء حس الفكاهه على العرض المسرحي 
بدت القصه بسيطه وملائمه للواقع الحالي الذي يعيشه معظم الشباب في هذه الايام في ظل الظروف الراهنة بعد جائحة كورونا والحروب في المنطقه. 
خدمت الموسيقى المصاحبه للعرض المسرحي المكونه من ثلاثة عازفين ، في عزف حي مرافق للعرض،، وتجاوب الجهمور مع الموسيقى ،التي اضفت عنصر التشويق في كثير من مفاصل العرض، وحافظت على بقاء العرض مستمرا ،كما خدمت المفردات المسرحيه والديكور في فهم مكنونات ومشاعر الشخصيه رغم بساطتها المكونه من قش وقماش وفزاعات التي ساهمت في تطورات الاحداث 
صانع الفزاعات حكايه مونودراميه من تمثيل عيسى الصبحي
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون