غدا الثلاثاء: لجنة السينما في شومان تعرض الفيلم الصيني "ثانية واحدة" للمخرج "زانغ ييمو".
2022 ,13 حزيران
بوستر فيلم"ثانية واحدة".
صوت العرب: الاردن.
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء الموافق 14 حزيران، الفيلم الصيني "ثانية واحدة" للمخرج زانغ ييمو، وذلك بمقر المؤسسة بجبل عمان الساعة الثامنة مساء، ومكتبة المؤسسة/ فرع الأشرفية في تمام الساعة السادسة والنصف مساء.
فيلم "ثانية واحدة" (2020)، هو الفيلم الأحدث للمخرج الصيني المبدع زانغ ييمو، الذي اختار له عنوانا يقصد به ثانية واحدة من فيلم. يحّول المخرج هذه الثانية الواحدة إلى موضوع لفيلمه ويبني عليها حكاية متعددة الشخصيات والأبعاد. تجري الأحداث في العام 1975 السابق على وفاة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ الذي أعلن قبل سنوات ثورة ثقافية تسببت في الكثير من المشاكل للصين وللصينيين، وتم الغاءها مباشرة بعد موت ماو. لكن فترة الثورة الثقافية ليست الموضوع الرئيسي في الفيلم، فهي مجرد خلفية لحكاية خاصة من نوعها محورها ثانية واحدة من فيلم إخباري.
يبدا الفيلم بمشهد طويل لرجل، هو الشخصية الرئيسية في الفيلم، يسير مسرعا في صحراء متنامية الأطراف نحو هدف غير مرئي. يصل أخيرا، وقد حلّ الظلام، إلى قرية نائية فيها صالة عرض أفلام يشرف على العرض فيها عارض متجول يستعد لبدء العرض الثاني الليلي. أمام صالة العرض تقف صبية شعثاء تبدو متشردة في حالة تربص، وما أن يدخل العارض إلى الصالة تاركا دراجته على الرصيف وفيها بكرة من أحد الأفلام، حتى تندفع وتسرق البكرة وتولي هاربة أمام أنظار الرجل. الصبية هي الشخصية الرئيسية الثانية في الفيلم، والتي ستصبح المشكلة الرئيسية التي ستواجه الرجل، وستدخل معه في صراع لن ينتهي إلا في نهاية الفيلم. يدور القتال بينهما على شيء واحد: بكرة الفيلم التي يفترض أنها تحتوي على اللقطة التي بطول "ثانية واحدة" والتي سيتبين لاحقا أن الرجل قطع هذه المسافة وسط الصحراء ليتسنى له مشاهدتها. هي بحاجة لعدة أمتار من شريط الفيلم، وهو بحاجة إلى لقطة طولها ثانية. ويشكل كل مطلب حاجة ملحة لكل من الاثنين. وسيكون عارض الأفلام الشخصية الرئيسية الثالثة في الفيلم.
نجح المخرج زانغ ييمو في صنع فيلم ذي حبكة مثيرة لأنها لا تسير في خط واحد بل تتكشف بين حين وآخر عن مفاجآت جديدة. الرجل هارب من معسكر للاعتقال واللقطة بالنسبة له غذاء لروحه، والصبية يتيمة تعيش مع أخيها الصغير تلميذ المدرسة والذي بدوره بحاجة ماسة لشريط الفيلم لمساعدته في الدراسة. أما عارض الأفلام الطامح للحصل على لقب أفضل عارض متجول للأفلام في العالم، فهو مهتم بالعثور على البكرة المسروقة كي يتمكن من إقامة العرض.
 أيضا يمكن الإشارة إلى شخصية رئيسية رابعة في الفيلم، وهي شرائط الأفلام نفسها. وهي تنقسم إلى نوعين، أولهما الشريط الخاص بالفيلم الرئيسي الروائي، وثانيهما البكرة المسروقة التي تعرض فيلما دعائيا قصيرا يفترض فيه أن يحتوي على اللقطة التي بطول ثانية واحدة.
يصور المخرج العديد من المشاهد الخاصة بشرائط الأفلام منطلقا من حادثة بسيطة: يجلب شقيق العارض الأصغر بكرات الفيلم الطويل على عربة يجرها حصان لكن البكرات تسقط على الأرض لدى وصوله وتتناثر الشرائط من داخل علبها، ما يتسبب في أزمة جديدة. يستغل المخرج هذه الحادثة في تصوير مشاهد هي أقرب ما تكون إلى لوحات فنية تعرض محاولات العارض، ويدعمه في ذلك الفتاة اللصة والرجل الهارب والعشرات من المواطنين البسطاء القادمين لمشاهدة العرض، لإعادة ترتيب الشرائط المبعثرة وتركيبها في آلة العرض.
أخيرا، يمكن النظر إلى هذه الحكاية المتشعبة كحكاية رمزية تحيل إلى تفسيرات متعددة، وقد يكون الجزء المتعلق بالسينما هو الرمز الأهم من بين رموز الفيلم.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون