غدا السبت: لجنة السينما – شومان- بالتعاون مع"حكمت للثقافة، تعرض فيلم" طريق البيت" .
2022 ,03 حزيران
عدنان مدانات: صوت العرب – الاردن.
في اطار التعاون مابين لجنة السينما – مؤسسة شومان، و"حكمت الثقافة" – واحدة من مبادرات "مؤسسة الجود للرعاية العلمية"، يعرض غدا في مدرسة الاميرة عالية – جبل اللويبدة،فيلم " طريق البيت" في السلعة الساد\سة والنصف مساء.
يروي الفيلم الكوري" طريق البيت" للمخرجة جيونغ هيانغ لي الذي تعرضه لجنة السينما في مؤسسة شومان مترجما للعربية، حكاية بسيطة إنما عميقة و مؤثرة عاطفيا تتعلق بصبي نزق تحضره أمه إلى قرية جبلية ريفية صغيرة كي يقضي بعض الأيام في رعاية جدته العجوز. الصبي يدعى سانغ وو وهو صبي ذكي لكنه ابن مدينة مدلل متعلق بألعابه الالكترونية ومعتاد على دجاج الكنتاكي والمعلبات، في حين أن الجدة العجوز امرأة ريفية بسيطة تملأ الغضون وجهها وتعيش وحيدة في بيت ريفي أقرب ما يكون إلى الكوخ، وهي لا تنطق وتسير محنية الظهر بمعونة عكاز. يتأسس موضوع الفيلم على هذا التناقض بين الشخصيتين واختلاف علاقاتهما بالحياة.
يبدأ الفيلم بالصبي مع والدته في حافلة تقلهما إلى قرية الجدة. الأم فقدت عملها وباتت بحاجة إلى التخلي عن ابنها لبعض الوقت وتركه في رعاية الجدة ريثما تتمكن من تدبير أمورها. في الحافلة، ووسط المسافرين الريفيين المنشغلين بالأحاديث الجماعية، يركز الصبي على لعبته الالكترونية عازلا نفسه عن البيئة المحيطة به. منذ اللحظات الأولى للقاء مع الجدة الصامتة تتضح الغربة ما بين الاثنين. تطمئن الأم والدتها العجوز قبل عودتها للمدينة بان لا تقلق على إطعام الصبي فهي أحضرت معها ما يكفيه من معلبات الطعام الجاهز التي اعتاد عليها.
البطل الحقيقي للفيلم هي الجدة العجوز، والتي أدت دورها عجوز ريفية حقيقية لم تمثل يوما من قبل بل ولم يسبق لها أن شاهدت فيلما. تكمن براعة السيناريو في قدرته على رسم شخصيتها من خلال مجموعة تفاصيل متنوعة، فهي في سن يحتاج إلى رعاية لكنها قوية بحيث تتمكن من رعاية نفسها، وعلى الرغم من أنها تسير محنية الظهر بمعونة العكاز إلا أنها لا تتردد في صعود و هبوط الطرق الجبلية الوعرة وهي تحمل فوق ظهرها صفائح الماء، وعلى الرغم من
فقر الكوخ الذي تعيش فيه إلا أنها تحافظ عليه نظيفا و تحفظ أغراضها مرتبة داخله. تتضح قوة شخصيتها أيضا من خلال طريقة تعاملها مع الصبي، ففي حين يبدي الصبي العداء لها منذ البداية فهي تتحمل صامتة و بصبر كبير تصرفاته العدائية تجاهها ومنها مثلا رميه للطعام الذي جهزته له على الأرض و استبداله بعلبة طعام جاهز. وحين يصرخ في وجهها مطالبا بوجبة كنتاكي، وفي حين أنها لا تعرف ما هو الكنتاكي، فهي تجتهد بأن تسلق له دجاجة عادية و تتقبل بصمت رفضه لتناولها.
مع اقتراب الفيلم من نهايته يبدأ الصبي في التأثر بشخصية الجدة والانجذاب إليها ولهذا يودعها حزينا بعدما تعود والدته لاصطحابه.
تهدي المخرجة هذا الفيلم إلى كل الجدات في العالم.
يمكن اعتبار الفيلم من نوع السهل الممتنع، السهل بسبب من بساطة قصته، والممتنع بسبب ما يتضمنه من معان ودلالات. والفيلم يبرهن على أن التأثير العاطفي للأفلام لا يتطلب بالضرورة ولكي يمارس سحره على المشاهدين إلى القصة المثيرة و الموازنة الضخمة و المؤثرات البصرية ولا حتى الممثلين المحترفين.
حصل الفيلم على خمس جوائز من مهرجانات دولية وكان أول فيلم كوري يوزع تجاريا على نحو واسع في أمريكا.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون