فيلم "زوربا اليوناني":عندما تلتقي الثقافه بمدرسة الحياه مصادفة.
2022 ,26 أيار
دعاء مأمون : صوت العرب - الاردن.
باختصار هذه رؤيه بسيطه عن فيلم زوربا اليوناني الفيلم الذي انتج في الستينات وقام باداء شخصية"زوربا " باقتدارالممثل "انتوني كوين "
ذلك الفيلم لم يكن فقط فيلما مقتبسا عن روايه للكاتب الكبير" نيكوس كازانتزاكيس".  
بل كان مسأله ثقافية وفكرية جمعت كل المفاهيم والحكمه والفلسفه من ناحيه ومدرسة الحياه التي تعلم كل مايليق بالانسان من احترام وكرامه ومحبه وقيم انسانيه ومثل اجتماعيه 
تعلمنا من زوربا درسا في الحريه والدفاع عن المراه وحقوقها سواء كانت ارمله صبيه او بائعة هوى او عجوزا مسنه انهكتها الحياه
لقد علمنا زوربا في الفيلم ان يجب علينا الانتصار للحريه وللوطن والدفاع عن حرية وكرامة المراه كونها فكرة ووطنا.
لقد كان زوربا رجلا محبا وقلبا مليئا بالحياه بسيطا وحرا،وكان يعبر عن فرحه بالرقص حينما لا تسمح له الكلمات بالتعبير ،كان يرقص لصديقه المثقف الذي التقاه صدفة على رصيف الميناء في اليونان ،وكان متجها الى كريت ،هذا المثقف "باسيل" المولع بالقراءة والكتب، يلتقي بزوربا ويكونان اصدقاء بشكل مختلف جمعتهم رحله وتجربه .
و"كريت" تلك الجزيره النائيه التي حاولا ايجاد الكثير من الحلول لاعادة احيائها ،ولكن بلا جدوى وماكانت تلك المحاولات الا ليثبتا لنا اننا بالحب والحريه نصنع معجزات طالما اننا مؤمنين بالانسانية والحياة .
ماكان ذلك الفيلم الا دعوة للحياة بكل ابعاد اللغه والحكمه والفلسفه واصبحت موسيقاه وتلك الرقصه التي اداها المبدع" انتوني كوين "،وعرفت فيما بعد برقصة زوربا ،قد وحدت كل القيم الانسانية وصار يرقصها الشباب في الشوارع والمقاهي، وهذه الموسيقى المدهشةالتي الفها الموسيقار "ثيودوراكيس" فهمنا من خلالها ان الموسيقى والرقص هما ادوات للتعبير، عندما تعجز الكلمات عن الوصف ،وبذلك تكون اداة لكشف الحقيقة وايجاد الحياه
واختمتت رقصة زوربا نهاية الفيلم لتكون بذلك قد جمعت المتناقضين فكريا وسلوكا وكونت منهما علاقة انسانيه وطيدة نقيه اكمل بعضهما الاخر وكانت خاليه من المنفعه الشخصيه.
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون