غدا الثلاثاء: لجنة السينما في شومان تعرض الفيلم الأسباني "المدير الجيد" للمخرج فيرناندو ليون دي اراندا.
2022 ,23 أيار
Javier Bardem and Rafa Castejon in The Good Boss.
صوت العرب: الاردن.
يتناول المخرج  فيرناندو دي اراندا في فيلم "المدير الجيد" هذا حال مجموعة من العاملين والموظفين في مصنع متخصص بصناعة الموازين يملكه شخص واحد ورثه عن أبيه، هؤلاء العاملين، إما من أهل البلد أو من المهاجرين من دول عربية في شمال افريقيا، وتجري أحداث الفيلم في سبعة أيام فقط. يظهر اسم اليوم على الشاشة في اليوم الذي تجري فيه الأحداث.
موضوع حساس ومهم لكن المخرج تعامل معه بذكاء وأسلوب شيق وسلس والأهم السخرية مما يمثله صاحب المصنع مدعي الطيبة والتعاطف مع العاملين معه، لكنه في واقع الحال أناني خبيث في مسلكيته وفي جميع مناحي الحياة.
تبدأ السخرية من اسم صاحب المصنع "بلانكو" وتعني الأبيض وما يرمز له هذا اللون من صدق ونقاء وتمتد السخرية الى اسم المصنع "موازين بلانكو" والميزان كما نعرف يعني المساواة واحلال الحق والعدالة. نلاحظ ان المخرج لم يختر مصنعاً ينتج مادة أخرى بل ركز على إنتاج الموازين بكل أشكالها.
تبدأ الأحداث عندما تصل لبلانكو، المدير "الطيب الجيد" معلومة بأن هناك جائزة تقدمها سلطات المنطقة للمصنع الأكثر تميزاً من جميع النواحي وأن السلطات ستقوم بزيارات مفاجئة. لذا يجمع المدير كل العاملين في مصنعه ويلقي عليهم خطابا لتحفيزهم على الاستعداد لنيل الجائزة. يقدم المدير نفسه لعماله على أنه  صديق وأخ كبير للعمال والموظفين، لكنه لا يتوانى عن الإعلان عن طرد بعض موظفيه في نفس الوقت الذي يلقي فيه خطابه، وازناً العملية ليس بمقدار نشاط العامل واخلاقه إنما بما ينتفع منه المصنع ويساعد في الحصول على الجائزة.
واحد من هؤلاء المطرودين يتخذ منفرداً موقفاً جريئاً وشجاعاً لا يشاركه فيه أحد على الرغم من أن منهم من يتعاطف معه.
إنه العامل اغناسيو الذي سيقوم بنصب خيمة امام البوابة الرئيسية للمصنع ويعتصم هناك مع اطفاله، ويرفع يافطات كتب عليها شعارات تندد بأخلاق بلانكو ،وتتهمه بتدمير أحوال عائلته.
 يكشف الفيلم حقيقة بلانكو الذي يضرب الآخرين بقفاز من حرير، ويعري فساده الأخلاقي، لا باعتباره مجرد فرد، بل كممثل لشريحة اجتماعية متسيدة في المجتمع، وذلك من خلال حكاية متشعبة الاحداث، متنوعة الشخصيات، متقلبة ما بين السخرية والمأساة...
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون