الفيلم الاردني"ان شاء الله ولد" يشارك افلام صهيونية في مهرجان سينمائي فرنسي.
2023 ,02 تشرين الثاني
رسمي محاسنة : صوت العرب- الاردن.
متفقون جميعا على ان "التطبيع" هو فعل خيانة وتفريط، وتتساوى فيه حسن النوايا وسؤها، لانها ليست وجهة نظر،وانما نوم في حضن العدو، طمعا بالمال او الشهرة او جائزة.
وفي الوقت الذي يقف فيه الاردنيين كعادتهم الى جانب الحق الفلسطيني،وفي الوقت الذي تستمر فيه متوالية الشهداء من الاطفال والنساء والشيوخ في غزة،وفي الوقت الذي يفترض فيه توظيف الفنون في صف مقاومة الاحتلال،فاننا نصاب بالصدمة ونحن نرى اسم الاردن الى جانب "الكيان الصهيوني" في مهرجان سينمائي فرنسي.
فيلم اردني، ضمن برمجة مهرجان " CINÉALMA سيناالما"13-22/2023،وهو فيلم "ان شاء الله ولد"،ل"امجد الرشيد"، الذي تمت برمجته مع فيلمين من الكيان الصهيوني في نفس برنامج المهرجان،الاول فيلم"كاريوكي- Karaoke " للمخرج"موشيه روزنتال"،والثاني "رحلة الى ايلات - Le voyage à Eilat  للمخرج"يونا رزنكاير"..ومرفق صورة عن برنامج المهرجان.
لا عذر لصناع الفيلم، لان من يشارك في اي مهرجان، يسال ويتابع، وحكما يعرف الافلام المشاركة معه،واذا احتج البعض علينا بانه لايجوز ان عن نغيب عن التظاهرات العالمية، (وبالرغم من الرفض القاطع لهذا المنطق)، فان الفيلم ليس بذلك الفيلم العبقري على المستوى الفني، ولا يطرح قضية بتلك الاهمية،انما ثيمة مستهلكة، قد تصلح فقط لاسترضاء الممول الاجنبي، اوالمهرجانات السينمائية.
ومن المفارقات ان بطلة الفيلم هي الممثلة الفلسطينية"منى حوا"، وهي ممثلة متعاونة مع الفنانين الصهاينة، ومعروف دورها في مسلسل"فوضى"،الذي يظهر فيه الانسان الفلسطيني خائفا ومهزوما ومرتبكا وضعيف الشخصية،وجيلا مدجنا،والمراة الفلسطينية لاتجد الحب الا في حضن العدو، في الوقت الذي تظهر فيه الشخصيات الصهيونية"المخابرات والمجند والقناص"، بانها ذات نزعة انسانية، محبة للحياة وللعائلة، وحريصة على حياة الاطفال الفلسطينيين".
كما انها لها اعمال اخرى اثارت الكثير من الجدل،وتعاونت مع مخرجين "اسرائليين"مثل" ايتاى تيران" و" عيران ريكليس".
وقد سبق لتجمع (اتحرّك) لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع،ان قام بتنبية المخرج"امجد الرشيد"،في بيان اوضح فيه"ان منى حوا مطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي ولها مشاركاتها في إنتاجات فنيّة صهيونية".
وهذا يقودنا الى تساؤل اخر، عن تلك اللجنة التي تقوم بترشيح الافلام الاردنية للاوسكار(سبق ان رشحت افلام غير اردنية للاوسكار)،كما وضعت الاردن بموقف حرج، عندما رشحت فيام"اميرة" للاوسكار،وتحت الضغط الشعبي تم سحب الترشيح، رغم اني شاهدت الفيلم باسم دولة اخرى في احد المهرجانات السينمائية الدولية.
وهنا نسال اللجنة التي رشحت فيلم"ان شاء الله ولد" هل دققت في الاسماء المشاركة، هل لديها المعرفة الكافية التي تؤهلها للتصدي لمهمة مثل ترشيح فيلم للاوسكار؟ هل هناك معايير؟ نذكر في العام الماضي ان النقاد والسينمائيين في مصر لم يرشحوا فيلما للاوسكار، لانهم لم يجدوا فيلما يجتاز المعايير التي تضعها اللجنة للترشح للاوسكار، اما نحن في الاردن، فاذا لم نجد فيلما اردنيا، نقوم بترشيح فيلم من دولة اخرى.
والسؤال الان، ماموقف اللجنة، والهيئة الملكية للافلام ،بعد مشاركة فيلم"ان شاء الله ولد" مع افلام صهيونية؟وماهو موقف وزارة الثقافة، ونقابة الفنانين الاردنيين، بعد ان يدققوا في المعلومات التي اوردتها؟.
سنتابع ونرى، ان كان موضوع التطبيع مايزال محرما اردنيا،او ان هناك من يريد ان يجعل الباب مواربا؟.خاصة وانها تاتي في اجواء اجرام الكيان بحق غزة،ومبادرات عزل هذا الكيان العنصري المجرم من قبل كل القوى الحية في العالم، وناتي نحن في الاردن الذين نقف على مسافة مرمى القلب من فلسطين، لنشارك"الكيان" في مهرجان سينمائي. 
وفي الوقت الذي نشعر فيه بالحرج من زج اسم الاردن الى جانب اسم الكيان، فاننا نشعر بالفخر من موقف المخرجة والكاتبة والباحثة التونسية" سنياء الشامخي"،التي كانت رئيسة لجنة التحكيم في نفس المهرجان،وعندما ناقشت ادارة المهرجان،وربطت بين مشاركتها كرئيسة لجنة تحكيم الافلام،وبين وجود الافلام"الاسرائيلية"، وكان ان اتخذت موقفا شجاعا، تستحق التحية علية، بان قررت الانسحاب من لجنة التحكيم،عندما اصرت ادارة المهرجان على برمجة الافلام"الاسرائيلية".
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون