تعرضه لجنة السينما /شومان غدا....فيلم "السيد المجهول"....تاثير الخرافة في بيئة الفقر والجهل.
2022 ,17 كانون الثاني
الفيلم " يلامس عالم الخرافات التي يعتقد بها الكثيرين، لكن باسلوب كوميدي، حيث يعطية مساحة للمبالغة، للكشف عن حجم ماساة التخلف.
رسمي محاسنة:صوت العرب – الاردن.
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء، الساعة السادسة والنصف مساء، في مقر المؤسسة بجبل عمان، الفيلم المغربي "سيد المجهول" للمخرج علاء الدين الجم.
يقدم المخرج المغربي " علاء الدين الجم" نفسه كمخرج مجدد في السينما المغربية، باختياره لموضوع مألوف في هذه السينما،لكنه مختلف من حيث الطرح والاسلوب، فالموضوع يتعلق بالمعتقدات الشعبية،والاولياء والتبرك بهم،والتفاف الناس حولهم لقضاء حوائجهم "خاصة التداوي من الامراض" في مجتمع محكوم والجهل والفقر والاقصاء،حيث يقدم "الجم" افكاره باسلوب عبثي مغلف في الكوميديا، وهو اسلوب ملائم لمعالجة مثل هذه المعتقدات، فهو يلامسها دون مباشرة حتى لايدخل في في محظور المعتقد الشعبي .
"السيد المجهول" اسم الفيلم، الذي يضعنا منذ المشهد الاول في اجواء مطاردة لص هارب، يحمل حقيبة نقود سرقها،يسير بسيارة متهالكة، وقبيل اعتقال الشرطة بقليل،يقرر دفن الحقيبة في تلة جرداء،ويضع عليها شارة للقبر، حماية لها من العبث.
تنقضي مدة المحكومية، ويخرج اللص "يونس بواب" وهو يحلم باستعادة نقودة التي دفع ثمنها توقبفا في السجن، وهنا تبدأ ازدواجية المواجهة بين ماهو مقدس، وماهو حرام، حيث يجد ان التلة"موضع دفن الحقيبة" قد اصبحت مزارا مقدسا، يتبرك به الناس، ويتبرعون من نقودهم القليلة املا في الشفاء والبركة،وقد تم وضع شاب يرافقه كلب شرس لحراسة المزار الذي اطلقوا عليه اسم "السيد المجهول".
شخصيات الفيلم تعيش حالة من التوحد والتشظي، حيث العلاقات الانسانية في حدودها الدنيا التي لاتسمح بالتواصل فيما بيها،فقط المكان الذي يجمع بينها،وتحديدا مقام "الولي المجهول"،كلها تتقاطع معه بشكل او باّخر كل وفق رغباته الخاصة المكبوتة منها والمعلنة.
اللص مؤمن بأن من حقه الحصول على الفلوس، وهو اكثرهم وضوحا من حيث ادراك الحالة العبثية التي تعيشها المنطقة، التي اجتمع الناس حولها،وبنوا العمران في منطقة ليس فيها اي مقومات للحياة،سوى اعتقادهم بان قبر"الحقيبة" هو مقام ولي.
الشخصية الرئيسية، شخصية اللص،الذي لايفكر الا في استعادة الحقيبة، الى الدرجة التي جعلته لم يكن قادرا على التفكير بطريقة معقولة لايصاله الى هدفه،وشخصية حارس المقام،الذي جعلت منه وظيفته شخصا له قيمته في المجتمع، والذي يستعين بكلب، يعتني بطعامه اكثر من ابنه.
اما الطبيب الشاب، فان حالة الملل والدوران في نفس الحلقة، دفعته الى افعال لاتتناسب ومعرفته العلمية، ولا اخلاقيات مهنته، حيث نجده يقوم بالسرقة،وكذلك عندما يتحول الى طبيب بيطري يركب اسنان من ذهب للكلب،كما يتماهى مع الجو السائد بالقرية، بايقاد النار ووضع اشارات غريبة يعجز اهل القرية عن فهمها.
ويرتبط بشخصية الطبيب، شخصيات نسائية،يجدن في زيارة المستوصف وادùاء المرض، ومقابلة الطبيب الشاب فرصة لكسر حالة الخمول والجمود والملل التي يحيط بحياتهن.
وفي الوقت الذي يقدم الفيلم شخصياته بمنتهى العبث، تبرز على الجانب الاخر، وفي القرية المجاورة، شخصية الاب "ابراهيم" وابنه، حيث انه يقوم بصلاة الاستسقاء، وفي نفس الوقت يعمل ويحرث الارض، اي انه لايكتفي بالدعاء، او الركون الى الغيبيات كما يفعل الجميع،انما يكون مسكونا بالعمل والامل.
ومع موت"ابراهيم" تتغير الامور، حيث يتم تفجير المقام، ويعثر الابن على حقيبة النقود المدفونة، فيما يصاب اللص بسبب التفجير، ويغادر في مشهد محمل بالدلالات، حيث الارض الجرداء والفضاء الواسع المفتوح على شيء، يسلك طريقا غير معبد الى حيث المجهول.
"السيد المجهول" يلامس عالم الخرافات التي يعتقد بها الكثيرين، لكن باسلوب كوميدي، حيث يعطية مساحة للمبالغة، للكشف عن حجم ماساة التخلف.
 

 

2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون