غدا الثلاثاء: لجنة السينما في شومان تعرض الفيلم الأميركي " لم تتوقف الموسيقى أبدا".
2023 ,14 آب
رسمي محاسنة:صوت العرب – الاردن.
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم بعد غد الثلاثاء الموافق 15 آب، الفيلم الأميركي " لم تتوقف الموسيقي ابدا" من إخراج جيم كوهيبيرغ، وعلى فترتين في تمام الساعة السادسة والنصف والثامنة مساء، وذلك في مقر المؤسسة بجبل عمان.
كيف يمكن للموسيقى أن تكون جسرا للتواصل الإنساني والمصالحة بين الأجيال وأن تكون التعبير الحقيقي عن موقف الشباب من قضايا حياتية كثيرة؟
يعود بنا الفيلم الأمريكي " لم تتوقف الموسيقى ابداً" (2011)،  للمخرج جيم كوهيلبيرغ الى العام 1956، حيث عائلة المهندس"هنري" وزوجته الوادعة "هيلين" وابنهما "غابرييل_12 سنة"، يمرحون، ويتحدثون عن الموسيقى وتاريخها، ونعرف بان "هنري" ينتمي للحزب الجمهوري، وانه مغرم بالموسيقى الكلاسيكية.
هذا الاستهلال يؤسس للعلاقة اللاحقة بين الأب والأم وابنهما، الذي غادر العائلة غاضبا، وغاب 20 عاما، وباتصال هاتفي يعرفون أن ابنهم في المستشفى فاقد الوعي والذاكرة، بسبب ورم في الدماغ، أثر على الجزء المتعلق بالذاكرة في الدماغ.
هنا تبدأ رحلة استرجاع للذكريات، وبالرغم من اصرار طبيب الاعصاب المشرف على العلاج على أنه لا يوجد أمل باستعادة الذاكرة بسبب تلف الجزء المختص بها في الدماغ، الا ان العائلة لا تفقد الامل، وتبحث عن كل الذكريات التي يمكن ان تستعيد ذاكرة ابنهم.
تتدخل "ديان" المختصة بالمعالجة بالموسيقى، صاحبة التجربة في استعادة حركة وأصوات أشخاص أصيبوا بالتلف في ادمغتهم، لتبدأ رحلة الامل مع "غابرييل"، عندما لاحظت استجابته لإحدى الاغاني التي كان يحبها في طفولته.
المدخل كان في النبش بالذاكرة، رغم إقالة "هنري" من عمله، وإصابته لاحقا بنوبة قلبية، واضطرار الام "هيلين" للعمل، بعد ان ضاق مصدر الرزق، بسبب فواتير المستشفى، فإن كل هذه الظروف تم تجاوزها، لتوظيف كل ما هو متاح للمساهمة بالعلاج، وبشكل خاص أغنية "البيتلز"، "كل ما تحتاجه هو الحب"، التي تفجر بداخله الطاقة، ويستعيد بها نفسه، ويتزامن ذلك مع علاقته بعاملة الكافتيريا "سيليا"، التي يجد في مغازلتها، واهتمامها به نافذة رومانسية.
الاب "هنري" يشحذ ذاكرته، لاستعادة ذكريات ابنه، أين كان يتفق أويختلف معه، وكان الأب لا يحتمل موسيقى فرقة" Greatfull Dead-غريتفل ديد"، وكان هي سبب قرار غابرييل بالهرب، بعد ان منعه والده، من حضور حفل الفرقة. وفي محاولة استعادة ابنه، فان هنري يتابع أخبار فرقة ابنه المفضلة، وبعد محاولات يحصل على تذكرتين، لتكون ليلة من المصالحة التامة.
 الفيلم يتناول دور الموسيقى في الحياة، فإذا كان علاج "غابرييل" بالموسيقى قد أخذ وقتا طويلا من الفيلم، فان هناك رسائل مشفرة يحملها الفيلم، منها دور الموسيقى في مناهضة الحروب، وتسلط الانظمة، والهيمنة الامريكية، ويبرز دور الموسيقى والاغنية في مناهضة الحرب الفيتنامية، وتعرية النظام الامريكي، والتأكيد على حق الشعوب بالاستقلال والحرية، وذلك بالعودة الى موسيقى الستينات والسبعينات، التي كانت صوتا قويا وجريئا في وجه النظام الامريكي. ويبرز أيضا مواقف الشباب في ذلك الوقت من حرب فيتنام المجنونة، وتمثل ذلك في الفيلم، في الخلاف الصارخ بالمواقف من الحرب والنظام الامريكي.
اشتغل المخرج "جيم كوهلبرغ" على سيناريو مكتوب بسلاسة، دون الوقوع في الميلودراما أو تشتيت الشخصيات، فكان هذا الاداء المدهش للأب "جي كي سيمونز" بتحولات مشاعر الشخصية، و"كارا سيمور"، التي أدت دور الام بانفعالات منطقية، وكذلك الابن "لو تايلور بوتشي"، الذي مزج  في أدائه ما بين براءته وتمرده، والمعالجة بالموسيقى "جوليا اورموند" التي أدت دورها بإتقان، وكذلك بقية الشخصيات الثانوية مثل عاملة الكافتيريا "ميا مايسترو" التي كانت تمثل حالة من البهجة في طريق شفاء "غابرييل"، وكذلك زميلته في فترة المراهقة "تامي بلانشرد" بحضورها القصير والجميل.
"الموسيقى" لن تتوقف" عن الأمل والأسرة والحب والموقف من الحياة والتواصل بين الأجيال، والموسيقى الحقيقية.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون