غدا الثلاثاء:لجنة السينما في "شومان" تعرض الفيلم الأسترالي"سياج الأرانب" للمخرج فيليب نويس.
2023 ,30 كانون الثاني
صوت العرب:الاردن.                                   
ضمن عروضها الاسبوعية المنتظمة، تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء الموافق 31 كانون الثاني، الساعة 6:30 مساء، الفيلم الأسترالي "سياج الأرانب" للمخرج فيليب نويس، وذلك في مقر المؤسسة بجبل عمان.
وتجري أحداث الفيلم في عام 1931 في بلدة جيغالونغ في أقصى شمال أستراليا حيث أقام المستوطنون البيض من جنوب أستراليا إلى شمالها سياجا ممتدا لمسافة 2500 كم لوقف تدفق الأرانب التي تعيش بأعداد هائلة في القسم الغربي من القارة ولمنعها من مهاجمة المحاصيل الزراعية شرق هذا السياج.
 وتتمحور حكاية الفيلم المبني على سيرة ذاتية حقيقية حول ثلاث فتيات صغيرات يعشن في تلك البلدة مع الأم والجدة، وهن مولي وشقيقتها ديزي وابنة الخالة غرسيا.
في ثلاثينات القرن الماضي كان هناك في أستراليا بعض القوانين التي وضعها المستعمر الأوروبي ممثلا بالسيد نيفيل الحاكم في شرق البلاد، تجبر السكان الأصليين على التخلي عن أطفالهم المتولدين من علاقات عابرة مع العمال البيض. وكان هؤلاء الأطفال يؤخذون باسم الدين والحضارة لمعسكرات بعيدة جدا عن أهاليهم، فالسيد الأبيض الحاكم كان يرى أن السكان الاصليين يشكلون خطرا على أنفسهم فلابد إذن من أخذ الصغار لتلك المعسكرات وتدريبهم ليصبحوا خدما وعمالا عند البيض. وكان لا يسمح لهم بالزواج إلا من البيض، وبذا فإن دم السكان الأصليين سيختفي مع الزمن.  والجدير بالذكر أن هذا القانون الاستعماري السخيف بقي ساريا حتى عام 1970.
واستنادا لهذا القانون جرى ترحيل الفتيات الصغيرات الثلاث لمعسكر في أقصى الجنوب، ولكنهن قررن الهرب والعودة لمنزلهن في جيغالونغ رغم بعد المسافة وصعوبة الطريق.
يروي الفيلم إذن حكاية مؤثرة عن سعي الفتيات للعودة إلى وطنهن وتحملهن مشاق الطريق والجوع وكافة أنواع المخاطر في سبيل بلوغ هدفهن. ومن الطبيعي أن السيد الأبيض بإمكانياته المتعددة وبالتعاون مع قصاص أثر من السكان الأصليين لن يترك الأمر يمر ببساطة، فبدأ حملة مطاردة للفتيات، وأشاع أن أم غرسيا تنتظرها في بلدة تدعى ويلونا، مما أدى لأن تنفصل غرسيا عن مولي وديزي وتقرر العودة وهكذا تقع في أيدي متابعيها، في حين أن إصرار مولي وديزي على الوصول لبلدتهن يتكلل بالنجاح بعد مسيرة تسعة أسابيع على جانب سياج الأرانب الذي يشكل للصغيرتين معلما وحيدا يؤدي للبيت. 
في نهاية الفيلم نشاهد سيدتين كبيرتين هما مولي وديزي ونعرف من مولي أن غرسيا توفيت ولم تعد أبدا إلى جيغالونغ وأنها، رزقت بابنتين، وأنهما تعرضتا للترحيل حيث أخذتا وهي معهما لنفس المعسكر البعيد وأنها كررت الهرب مع إحدى البنتين ومشت نفس المسافة، وبالرغم من هذا فإن تلك الابنة جرى ترحيلها مرة أخرى للمعسكر.
 تستند قصة الفيلم على كتاب" سر بمحاذاة سياج الأرانب" للكاتبة الأسترالية دوريس بيلكينجتن غاريمارا؛ تروي فيه قصة أمها، وهو الكتاب الثاني من ثلاثية تتحدث فيها عن أسرتها. 
 واستقبل الفيلم من قبل النقاد بحماس لأنه يروي بصدق وشفافية حكاية أجيال سرقت منها حياتها بعد أن مرت مئة عام على إلغاء العبودية والتمييز العنصري في العالم الغربي، كما حصل الفيلم على 22 جائزة من مهرجانات سينمائية دولية.
امتاز الفيلم بالمشهدية السينمائية الجميلة وبعفوية وتلقائية ممثليه غير المحترفين، خاصة الصغيرات الثلاث وربما يكون المشهد الأخير في الفيلم والذي يعرض مشهدا لمولي الحقيقية وهي تسير بمعونة عكاز، من أكثر المشاهد تأثيرا. 
وأخيرا لا بد من الإشارة إلى أن موسيقى الفيلم اعتمدت على ألحان أغاني السكان الأصليين في أستراليا.
 
 
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون