مسرحبة "حدث في الجنه": ملحمة القضيه ...وتخليد العاشقين.
2022 ,10 أيار
دعاء مأمون: صوت العرب – الاردن.
امهات الوطن وبنات الشهداء واخوات الرجال وعاشقات الارض،وصانعات الفرح ،ومواويل الزيتون وزغاريد الشهداء .
يحدث ومازال يحدث ان يولد الشهيد الحي كل لحظه ويولد رجالا في عمر الزهور ،مصنع الرجال والمقاومه في ارض الكفاح والشهاده
قدم لنا المخرج "زيد مصطفى" حلم او احلام نساء قلسطين بعودة الغيّاب مع الزعتر البري، ويازريف الطول ،اعاد لنا هيبة الحب والانتظار، وفتح في احلامنا فضاء اخر، في فضاءات الحرب والعوده ، واثار حماسنا مع الموال الاصيل.
كان المخرج"زيد" يربط لنا في مسرحيته الحب والسلام في زمن الحرب والاستشهاد ..هكذا تستمر مسرحيته على اغاني الحب وكشف لنا المجهول 
شهيدا حي وغائب حاضلر..نحيا للقاء ،وتحيا نساء الثوره للقاء الغائبين،
يوقظ فينا حسراتنا وافراحنا واحزاننا ،كما لم نحزن او نفرح من قبل ،يوجعنا ويبكينا ،,ويرسم لنا خارطة توضح لنا الطريق
بكلمات وموال اعد لنا مسرحيته رفعنا بها حتى صهلت خيولنا للعوده
واذا كان لابد من الموت فليكن استشهادا كاملا على ارض فلسطين.
وفي نهاية العرض يترك لنا افكارنا ،مما جعلنا واقفين مندهشين في لحظة انتقال السواد للبياض، كنا مازلنا ننتظر لحظة ارتقاء الابطال حتى يقوم لنا من تحت الارض قيام جديد،هؤلاء هم اذا ارتقى منهم شهيد قام بطل جديد
حمل حلمنا في اسم المسرحيه وعشنا في الجنه مع فرقة مسرح على الخشب بقيادة المبدع زيد مصطفى كاتبا ومخرجا. 
 
حدوته الاربع نساء اللواتي فقدن ابنا واخا وزوجا وابا
ومغالاة المعتدي في سلب حقوق الانسان والتاريخ والارض ،،،والفرح واعادة شعار المقاومه 
جسد لنا الفنان "خليل مصطفى" والفنان"خليل شحادة" حكاية شعب كامل واوضحوا ببساطه حال المقاوم الفلسطيني ووقوفه بوجه الكيان الغاصب ومواجهة الاحتلال بكل اسلحته ودماره وسرقاته ،رغم تكبيلهم بالقيود وبينوا لنا مسيره عظيمه لكل افراد الشعب الفلسطيني المناضل ،،"وضاح" الذي ولد بشعر ابيض وغاب وبدأت من بعده النساء تطحن الصبر انتظارا للغياب.
ابدعت في تقديم وتجسيد انشودة الصبر "فداء ابو حماد" واعلنت بزغرودتها فرحتها الغامره بولادتها الولد الاشيب وكانت ترسم احلاما لابنها وتعلمه ان لا يترك حلمه لانه ولد حرا .
كان لادائها على المسرح قوة متحدية كل ظروف المرأة -الام الفلسطينيه- التي تكابر على جرحها وتحلم بعودة الغياب فشغف "ابو حماد" بالشخصيه جعلنا مذهولين امام الام العظيمه التي قدمتها
وفي ظل غياب الابن وضاح شارك فداء بالغصه "لونا الحكيم" التي ابدعت في الموال الفلسطيني وحزن اللحن وصوتها الشجي في يازريف الطول وتلك الرحله البعيده في عمق الموال وتقديمها لمراحله واستمرارها في الغناء والحلم بعودة الغائبين وحرصا من المخرج على اظهار القضيه بحقيقتها دون اي تجميل منه او اخفاء للحقائق التاريخيه والمعاصره للقضيه وكل ذلك ظهر بصرخة الشجن الوطنيه بصوت"لونا الحكيم".
واعاد لنا مع ابنة الغائب وضاح وابنة الوطن "دانا زعتر" التي عاصرت كل جوانب القضيه الفلسطينيه من امها وعمتها وجدتها وحياتها مع قريمشه ووعيها للقضيه ونشوء مناضله جديده ، مازالت تلعب في حوش الدار
واظهرت لنا نهى سماره زوجة المناضل حبها وعطاءها للمسرح وجسدت لنا القضيه بكل الحب والعشق وصبر المناضله المفارقه لزوجها .
لقد اجتمعت تلك الفرقه المسرحيه
وعزفت على ارواحنا مواويل الخلود وجسدت لنا الاصاله والتاريخ والوجع الفلسطيني 
وقد ادى الممثلين جميعا ، ادوارهم بكل ثقه ووضوح وشفافية ، وفهم عميق للشخصيات،في ظل كل هذا الموت والالم والفراق والافتقاد والامل.
وكان في الختام بانزال الملاعق من اعلى المسرح واصفا لنا اشكال المقاومه جميعها فاسلحة الثوار الغائبين لا تنتهي، اخذنا الى قضايا مهمه ،مستخدما الملاعق كرمز لاضراب الاسرى في المعتقلات الصهيونيه، او اداة لحفر خنادق الحريه، او لحظة اللمعان عند انزال الملاعق مع القليل من الاضاءه التي اعطت منظر القنابل الفسفوريه 
اخذنا زيد مع مصمم الديكور "محمد السوالقه – الذي قام بتوظيف للديكور البسيط والاضاءه والاتشاح بالسواد في ازياء النساء الفلسطينيات والبياض للغياب -
"، الى اشكال المقاومه الغير منتهيه ،وادهشنا في التطبيق على المسرح ،فاعادوا لنا جمال المسرح في عمل مميز، وامتلاء المسرح بمفردات الحياة، هذه المسرحيه تستحق ان تشاهد اكثر من مره فقد جاء توقيت العرض في ظل الظروف الحاليه ،التي تكاثر بها المطبعون، لابعاد اذهاننا عن القضيه، والتشويش على المقاومة والهويه الفلسطينيه .
«مسرحية حدث في الجنة» من تأليف وإخراج"زيد خليل مصطفى"، ومن تمثيل الفنانين خليل مصطفى، وخليل شحادة ، نهى سمارة، فداء ابو حماد،لونا الحكيم، دانيا زعيتر، وباسم الحمصي، تصميم ديكور،وتنفيذ الأزياء والاكسسوار محمد السوالقة.تصميم الإضاءة ماهر جريان، تأليف موسيقي باسم الحمصي، هندسة صوت سيف الخلايلة، 
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون