المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط:طلبة المعهد يرفعون سقف التحدي نحو مستقبل واعد.
2025 ,21 حزيران
 فاطمة البكاري: صوت العرب- الرباط.
في تقليد سنوي لطلبة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي المعروف اختصارا ب"ISADAC"، الدار الكبيرة . قدم مؤخرا طلبة السنة الأولى و السنة الثانية و السنة الثالثة  شعبة التشخيص .  وطلبة السنة  الثانية و السنة الثالثة شعبة  التنشيط الثقافي ،  عروضا مميزة  للوحات راقصة متنوعة ، جسدت  بحبكة فنية عالية ، صورة المرأة داخل المجتمع بكل روافدها الهوياتية والثقافية . تندرج وفق أدبيات البرنامج الدراسي للمعهد ، وذلك لاجتياز الإختبار النهائي المفتوح في مادة الرقص. بمشاركة طلبة السنة الأولى شعبة السينوغرافيا .
 كانت فصول هذه العروض ساحرة على خشبة مسرح تدريب الطلبة بالمعهد ذاته.حيث أبدع طلاب المستويات الثلاث بشكل لافت في تقديم ما لديهم من مهارات وكفاءات ومناهج ناهلة بكل تأكيد وفق الأساتذة المؤطرين من المراجع البيداغوجية  المسطرة في البرنامج العام للدراسة بالمعهد. الى ذلك لم تكن  العروض المتحدث عنها مجرد لوحات موسيقية راقصة بالشكل الإستعراضي المتعارف عليه في فن الخشبة  ، بل هو اختبار حقيقي مفتوح في مادة الرقص أقيمت فصوله أمام أساتذة مدرسين ومختصين في المجال تابعين للمعهد عينه، مهمتهم التقييم والتنقيط لأدق التفاصيل والحركات التي تخص كل طالبة وطالب على خشبة المسرح، مع الأخذ في الإعتبار مدى تناسق التعبيرات الجسدية بالحركات والراقصات وكذا الإنشاد الموسيقي المؤطر لهذه الوصلات الإستعراضية الراقصة. بمعنى ٱخر نحن أمام اجتياز لاختبار علاني في مادة الرقص. عناوين أجوبتها الكبرى مكشوفة على الهواء مباشرة بعيدا عن أي طقس من طقوس الإختبارات المتعارف عليها في عالم الإمتحانات. بل هي اختبار تجري طقوسه واسئلته وأجوبته أمام أساتذة المعهد المؤطرين أنفسهم، وهذا في تقدير الجميع أكبر تحدي لطلاب هذا المعهد الذي يدار بحنكة متناهية ومسؤولية عالية بصيغة المؤنت في شخص الأستاذة الفنانة لطيفة أحرار . نعم العروض الراقصة التي أطرت أطوارها بدهاء واقتدار الأستاذة فايزة الطلباوي على مدار الأيام والأسابيع ماقبل العرض، كان بالفعل بإجماع الحضور من أساتذة ذوي الإختصاص وخبراء وفنانين ونقاذ وإعلاميين وحضور مهتم فوق العادة و بعض أسر الطلبة .
عروض  فنية فاقت كل التوقعات على كافة المستويات الفنية والتقنية والتأطيرية والبيداغوجية وغيرها. بالإضافة إلى كونها عروض جسدت أقصى روافد ثقافة الهوية المغربية بكل تجلياتها الشعبية والتقليدية والحضارية الضاربة في عمق التاريخ المغربي التليد. الأمر الذي يفترض أن يواكبه اهتمام إعلامي وحضور استثنائي للجهات الوصية المسؤولة عن القطاع سيما بقطاع وزارة الثقافة.وذلك من أجل دعم جهود الطلبة وإسنادهم في المجال ومن خلالهم تحفيز مسؤولي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي للمزيد من العطاء ورفع مؤشر القدرات والكفاءات والمواهب بهذا المعهد الذي تقوده الأستاذة لطيفة أحرار بكثير من الجدية والمثابرة والروح الوطنية العالية ، بمعية أطر وكفاءات دائعة الصيت في المجال،  إلى جانب ثلة من الإداريين والتقنين المشهود لهم بالكفاءة .
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون