الفنان"خالد رأفت" : المسرح طورني انسانيا قبل أن يطورني فنيا.
2023 ,01 تشرين الثاني
خالد رافت يتسلم الجائزة من وزيرة الثقافة ورئيس المهرجان التجريبي
" الحافز الأساسي لي هم أولادي محمد ومالك ".
أتمنى العمل  مع الأستاذ عصام السيد والأستاذ سمير العصفوري . 
 مالك ابني بشرني"  بابا انت أحسن ممثل في مصر"  .
 انا ابن  جماعة المسرح البديل بالإسكندرية     
أتمنى أن  أدخل السينما من خلال العمل مع شريف عرفه  أو احمد شفيق وتعيد اكتشافي كاملة ابو ذكرى ويزداد نجاحي مع محمد سامي و بيتر ميمي. 
حوار : هاجر سلامة :صوت العرب - القاهرة.
خالد رأفت الحائز على جائزة أفضل ممثل من المهرجان التجريبي الدورة الثلاثين لعام 2023 برئاسة الدكتور سامح مهران   عن عرض إيكاروس  للمخرج احمد عزت 
كان لموقع "صوت العرب " هذا الحوار على هامش المهرجان . 
إحساسك عندما فزت بجائزة أفضل ممثل في المهرجان التجريبي ؟
إحساس لا يوصف  شريط حياتي كله مر قدامي .. سنين من المحاولات والمتعة والنجاح والفشل سنين من الإحباط والأمل ،   وكأن حياتي عرض مسرحي عشته لمدة ثلاثين عاما يمر امام عيني  الآن خلال ثلاثين ثانية . كنت أظن انني أحصد  نهاية الشريط   ولكنني أكتشفت إنها البداية ، الجائزة بمثابة نقطة ضوء قوية أنارت حياتي . 
أهم محطات هذا الشريط الذي مر أمامك والأعمال التي أثرت فيك ؟ 
في البداية  انا من أسرة فنية  ممكن  تقولي في جينات فنية ، والدتي كانت ممثلة مسرح وتوقفت عن العمل لتتفرغ لتربيتنا ولكنها لم تبتعد عن المسرح كانت  دائمة الحديث عن الفن وعن المسرح  والذهاب للمسرح بشكل مستمر ، الاهتمام بالمسرح كان  جزءا من تربيتنا وتكوينا ،  والدي ممثل، أختي ختي منى جادو ممثلة و أخي كريم جادو ممثل  جميعنا عملنا في مسرح وتليفزيون دولة الكويت ،  حيث إنتقل والدي بعد ما إنتهت فرقة السيد راضي أبي كان أحد اعضاء الفرقة ، وأكمل مسيرته الفنية بدولة الكويت  ، 
منذ طفولتي شايف الحالة الفنية والجو الفني وزيارة وتجمع الفنانين في منزلنا  ،طبعا  مارست التمثيل  في مسرح المدرسة ، ثم  في الجامعة ضمن فرقة مسرح كلية تجارة جامعة الإسكندرية ،  وهذه  كانت أول  نقطة مهمة في حياتي لأن فريق تجارة كان من أقوى الفرق المسرحية الموجودة في الجامعة وكان مدير الفرقة الدكتور ايمن الخشاب الذي تعلمت منه الكثير من مبادئ  وأساسيات المسرح  ، ثم كانت نقطة التحول القوية في حياتي  الإنضمام إلى فرقتي الحالية ولم تكون وقتها فرقة مسرحية مستقلة ، كان دكتور محمود ابو دومة  يقدم مسرحيات بفريق اسمه إيكاروس . دكتور محمود ابو دومة والدكتورة عواطف إبراهيم هم اللي أنشؤوا الفرقة ويرجع لهم الفضل في تطوير موهبتي وحياتي ، سافرت  معهم بعروض مسرحية  داخل وخارج مصر ، ثم انشئنا ( ملتقى الفرق المستقلة في اروبا والشرق الأوسط ) بالشراكة مع مكتبة الإسكندرية واستمر الملتقى  لمدة سبع سنين ، بعد ذلك  توسع نشاطه لخارج الإسكندرية  وأصبح له جمهور من جميع المحافظات لتشاهد عروض هذا الملتقى  . كان هذا الملتقى في ذلك الوقت منارة لجميع فنانين الإسكندرية      . 
أهم الأعمال  المميزة جدا في حياتي كانت تجربة اشتغلنها بالتعاون مع معهد جوتة في الإسكندرية و استمرت لمدة 6 شهور كان نتاجها   ثلاث مسرحيات ( مشعلوا الحرائق ، ومارصادا ، ورقصة الموت ) كان ذلك متزامنا مع الأحداث الإرهابية في التسعينيات والتي تنبأ بها عرض مشعلوا الحرائق . 
من أعظم  الأدوار التي   قدمتها وأتمنى أن استمر في تقديمها طوال حياتي ، دوري في عرض مارصادا ، دور جاك رو  هو شخص يعاني من انفصام شخصيته إلى ثلاث شخصيات مختلفة  ،  اتنقل بين  هذه الشخصيات داخل العرض بمتعة وخفة العرض  من إخراج محمود ابو دومة . 
حدثناعن الملتقى ومهام دورك كأحد اعضاء الملتقى ؟ 
كان لي مهام عديدة داخل  الملتقى  وذلك نابع من  حبي وانتمائي للملتقى .
ملتقى الفرق المستقلة في أوروبا و الشرق الأوسط  كانت فكرة د. محمود ابو دومة ود. عواطف ابراهيم 
أصحاب  الفرقة المستقلة جماعة المسرح البديل التي بدأت سنة 90  وبعد ذلك  تحولنا لمؤسسة ثقافية فنية تحت اسم ( المؤسسة الدولية للإبداع والتدريب ) ومنها أو تحت مظلتها انشئنا الملتقى بالشراكة مع مكتبة الإسكندرية، بدأ الملتقى سنة 2004  وكان عدد الفرق المشتركة  13 فرقة تقريبا ومع أول دورة كانت هناك اشتراكات من دول عربية  و أوروبية 
نجح الملتقى وذاع صيته  جيدآ في الإسكندرية، والقاهرة و استمرار الملتقى بدعم و إصرار من مكتبة الإسكندرية على الإستمرار ، حتى عام  2011 استعدينا لإقامة المهرجان وكان على وشك بدأ فعالياته و وصل بالفعل فرقتين  الى الإسكندرية   ولكن بسبب الثورة تم إلغاء هذه الدورة وانتهى المتلقى  منذ ذلك الحين . 
وجودي في الملتقى أضاف لي الكثير  من الخبرات والمهارات  لأن الملتقى  كان يوفر الكثير من  الورش التدريية في معظم مجالات  المسرح بالإضافة  لتنوع الفرق المسرحية التي تنضم للملتقى من دول ومدارس مسرحية مختلفة  ، هناك مقولة تقول (الفرجة نصف العلام ) وهذا ما إتاحه لنا الملتقى من توفير عروض خارجية ومحلية والتعامل مع الفنانين من خارج مصر أضاف خبرة  كبيرة لنا  جميعا خاصة عندما بدأنا بإنتاج أعمال مشتركة بين جماعة المسرح البديل والفرق الوافدة . 
التجارب التي عشناها مع المتلقى لا تنسى  أتذكر في إحدى الدورات  اشتركت في التمثيل مع  عرض من النمسا  لعدم حضور أحد الممثلين بفرقة إيديتا براون اضطريت اقوم بدوره في العرض المسرحي وبعدها تكونت علاقة فنية بين ايديتا براون والملتقى وبالفعل أنتجنا عرض مشترك بيننا تم عرضه في مكتبة الإسكندرية  ثم عرضنا في أكثر من مدينة داخل دولة النمسا .
الفرق  الأجنبية عادة ما تصل للمهرجانات قبل العرض بمدة قصيرة هل استطعت  أن تحفظ الدور في هذه المدة القصيرة ؟ 
بالفعل الوقت لم يسمح ولكن  أوجدنا فكرة بحيث يكون الدور باللغة العربية  ثم عرضته معهم بعد ذلك باللغة الإنجليزية   كانت تجربة اسمها مدينة النحاس ( cooper city )   حكاية من حكايات ألف ليلية وليلة وما زاد الأمر صعوبة إنهم  فرقة راقصة   وانا ممثل وليس راقص لكن  دخلت التجربة واكتشفت  موهبة جديدة عندي وهى الرقص ، حتى ايديتا نفسها قالت رغم ان الفرقة  هذه مهنتهم الأساسية إلا أن خالد لم يكن فارق كتير عنهم او لم يكن غريب عن الفرقة ،  مضيت شهر كامل في النمسا مع زميلي شريف الدسوقي لعمل البروفات ثم عرضنا في النمسا . 
من خلال الملتقى قدمنا عرض رقصة الموت للكاتب اوغست ستريندبرغ وتم العرض في منزله الخاص الذي تحول لمسرح يقام عليه مهرجان ستريندبرغ بدولة السويد  
عرضنا خارج مصر أكثر من الدخل  عرضنا رقصة الموت ، نوستالجا عتب البيوت ، 
قدمنا  عرض بالشراكة  مع فرقة من المانيا  عملها الأساسي إحياء المباني القديمة  من خلال المسرح عن طريق أنهم يستخدمهوها كاديكور ،  ويطلعوا  على هذه المباني ويرسموا على اساسها الحركة ، كنت انا واحمد عزت مخرج عرض إيكاروس وكانت تجربة رائعة ، ان أمثل وانا اتسلق على هذه المباني والخوف يسيطر على مشاعري كانت تجربة جريئة فعلا ، 
بعد ذلك  الملتقى اصبح مهم جدا في الإسكندرية ولكل الموهوبين والفنانين و أضاف حركة فنية قوية داخل الإسكندرية      في وقت لم يكن هناك مهرجان مسرحي داخل الإسكندرية .معظم  الفنانين الإسكندرانية هما ابناء الملتقى .
مَن له الفضل في بناء شخصيتك وتنمية موهبتك ؟ 
أبي له الفضل  الأول في حبي للمسرح ، شاركته وانا طفل في تمثيل أحد العروض داخل دولة الكويت وشهادته في  التلفزيون كثيرا ، حتى أصبح بيننا ذلك الخلاف الأزلي بين الآباء والأبناء حول الدراسة ام المسرح ولكنه في النهاية لم يبخل عليا ابدا بدعمه ليا في كل خطواتي الفنية .   
الفضل الثاني للمسرح  نفسه  ، المسرح طورني إنسانيا بشكل قوي جدا خاصة منذ بدايتي وانا اعمل مع قامات مسرحية تتسم بالصدق والوفاء للمسرح مثل د.محمود ابو دومة ودكتورود. عواطف إبراهيم علمونا معايشة الدور وفهمه  ، والتعامل مع الأحداث  او الأخطاء المفاجأة على المسرح بحرافية شديدة دون  أن يلاحظ الجمهور، نموا ملكة الارتجال لدينا جميعا ، تدريبات بالشهور وبشكل مستمر على الصوت والحركة وقراءة النص لحد ما يدخلنا وندخل في النص تدريبات على سماع الموسيقى والإحساس بها والتعايش معاها ، كانت حياة كاملة في المسرح وليس مجرد دور نطلع على خشبة المسرح نأديه . 
 من أعز اصدقائي الفنان غانم المصري ممثل عبقري وهو دايما يقول انه اتعلم مني ولكن الحقيقة انا اللي اتعلمت منه وهو جيل أصغر مني ولكن  هو من الشخصيات التي أكن لها كل الحب والاحترام  حتى  وانا  في حالة ضيق  اتصل بيه ومن غير ما أحكي أي حاجة مضايقني  أروق من مجرد الكلام معه .
اين انت من السينما والتليفزيون ؟ 
انا عاشق للمسرح ، والسينما شئ عبقري وأتنمى أن يكون ليا بصمة في السينما.
 ليا تجربة جميلة جدا مع المخرج إبراهيم البطوط فيلم بعنوان " حاوي "  إنتاج ذاتي والفيلم حصل على جائزة  افضل فيلم و أفضل سيناريو بمهرجان بيروت الدولي السينمائي   وجائزة أفضل فيلم بمهرجان الدوحة السينمائي . 
تجربة  اخرى مع المخرجة  الراحلة اسماء البكري " العنف والسخرية "  وكان كل فريق العمل من الإسكندرية وتم التصوير في الإسكندرية .
وظل المسرح هو الأساس.. انا ابن مسرح إسكندرية وابن جماعة المسرح البديل و د . محمود ابو دومة هو الأب الروحي با لي هو  والدكتورة عواطف إبراهيم .
هل هذه أول جائزة تحصل عليها ؟ وهل كنت تتوقعها ؟
نعم هذه أول مرة احصل على جائزة وبالفعل كنت اتوقعها لأسباب عديدة ،   أولا كانت لدي رغبة  وإرادة شديدة أن احصل عليها. 
ثانيا العرض والدور كانوا مختلفين وكنت واثق إن العرض  سايفوز بجائزة ما ،  بالإضافة لثقتي في أعضاء لجنة التحكيم . 
مَن أول شخص أخبرته بالجائزة ؟ 
 محمد ومالك أولادي وهما الحافز الأساسي لي.انا مثل أي  أب بيحب يتكلم مع أولاده عن عمله ، عندما نجتمع ونشاهد معا التليفزيون  اتعمد ان أنبههم لأشياء تخص الفن والتمثيل حتى أكون لديهم ذوق خاص وأنمي أساسيات الفرجة لديهم .فمثلا كنا نشاهد مسلسل
(راجعين يا هوا ) أقول لهم  شوفوا خالد النبوي بيمثل أزاي !  بيعمل كذا وكذا ... دا ممثل عبقري دا  أحسن ممثل في مصر ، يرد مالك ابني ويقولي لاء يابابا انت أحسن ممثل في مصر .. حدث ذلك أكثر من مرة..
عندما  حصلت على الجائزة أول كلمة قالها لمامته "مش انا قولتك بابا أحسن ممثل في  مصر" .. 
هل سبب لك اولادك ظغط نفسي ، بسبب مشوارك الطويل في المسرح دون الظهور في التليفزيون ؟ 
بالفعل كان في ضغط منهم ودائما يسألوا متى ستظهر في التليفزيون ؟  لذالك كانوا هم الحافز الأساسي  أن ابذل قصارى جهدي وإني أركز اكثر و أهتم و أسعى أكثر لكي أصبح كما يتمنون وكما يتمنوا أن  يروا أبوهم . وخاصة انهم شافوا زملائي عملنا معا في المسرح وممثلين كنت  أدربهم ويظهروا في التليفزيون فبدأو يسألوا بابا طب انت فين ؟  عايزين نشوفك ؟ لذلك هم السبب الرئيسي في هذا النجاح ، وإني  أركز في  وجودي  على الساحة الفنية .
ماذا أضافت لك الجائزة ؟ 
 الجائزة أعطتني مزيد من تقدير الأخرين .ومزيد من الثقة وأهم شئ انني أصبحت أمام أولادي أفضل ممثل في مصر بعترف أهم  مهرجان دولي في مصر و الوطن العربي ..
حدثني عن عرض من أجل جنة إيكاروس؟ 
العرض يتناول علاقة الآباء بالأبناء،خلال هذه  الفترة كانت  علاقتي بأولادي فيها أخذ وعطاء ، شد وجذب وكان الموضوع مؤثرا جدا ، بكيت كثيرا  في البروفات، 
العرض جعلني أعيد الكثير من مفاهيمي كأب وبالتالي إعادة التعامل مع أولادي، وكذلك كنت افكر في الدور كوني أب كنت أمارس حياتي داخل العرض لم تكن حياتي انا فقط بل وحياة أصدقائي ومعانتهم كأباء وحكياتهم مع أولادهم، نزلت اشتغلت مع ألاجيال الصاعدة من شباب صغير السن لكي أتزود منهم و أرى بعيني فرق ألاجيال والتطور الذي وصلوا له وهذا فادني جدا  وتبادلنا الخبرات والتجارب.  
هل ترى ان فنانين المسرح يعيشون معاناة ؟ 
معاناة اقتصادية والجميع يعاني منها ، الفنان متعته بفنه تضاهي الحياة أجمعها . يجب علينا التخلص من هذه الفكرة  حتى نتمكن من إسعاد الاخرين ، الفنان الذي تكون معاناته بقضايا مجتمعه وقضايا وطنه يكون صاحب فكر وصاحب وجه نظر .
من المخرجين الذين تتمنى العمل معهم ؟
على مستوى المسرح أتمنى العمل مع  الأستاذ عصام السيد والأستاذ سمير العصفوري اسماء كتيرة أتمنى ان يحالفني الحظ  واعمل مع اصحاب الجيل الذهبي للمسرح . 
 في السينما أتمنى دخول   السينما من خلال المخرج شريف عرفة  والمخرج احمد شفيق اتمنى ان تعيد اكتشافي الأستاذة كاملة ابو ذكرى ويزداد نجاحيومع المخرج محمد سامي وبيتر ميمي ، لدينا مخرجين مهمين جدا وكل مهرج يمكنه ان يضيف للمثل اتمنى العمل معه 
من أمنياتي الكبيرة  اشتغل حاجة من كتابات الراحل وحيد حامد 
مصر مليئة بالمواهب وبالفن وعيشت ذلك من خلال تجربتي مع المسرح وزيارة العديد من المحافظات وخاصة الصعيد مليئ بالمواهب والفن والمواويل مجرد الجلوس والحكايات بها فن ومتعة ،  نحن شعب محب للفن بطبعه  قد تكون تغيريت المعاير وطريقة ظهور الفنانين واصبح هناك مقايس مختلفة فرضتها علينا السوشيال ميديا لكن يبقى الفن فن في جميع الظروف . 
 
 
 
 
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون