ضمن فعاليات شهر التكوين بالحمامات: تكريم الفنانة "نجوى ميلاد".
2022 ,03 كانون الأول
نجوى ميلاد: ، التكريم هو اعتراف بما يقدمه الفنان لجمهوره ووجودي على هذه الخشبة عنوان للنجاح والوصول الى قلوب الصادقين.
صوت العرب: تونس.
ضمن فعاليات شهر التكوين بالحمامات، تكريم بطعم الاختلاف ولذة الاحلام «سعيدة جدا بتكريمي على قيد الحياة، التكريم هو اعتراف بما يقدمه الفنان لجمهوره ووجودي على هذه الخشبة عنوان للنجاح والوصول الى قلوب الصادقين وذلك هدفي منذ البدايات» بهذه الكلمات تحدثت نجوى ميلاد امام رواد تياترو المدينة بالحمامات مع شباب لازال يتحسس خطاه في عالم اب الفنون المسرح.
نجوى ميلاد امرأة من نار، تونسية حرة، يعرفها متابعو المسرح وجمهوره بجرأتها وصراحتها، امرأة تدافع بكل شجاعة عن ابناء المسرح وممتهنيه، قدمت الكثير للخشبة، مارست هوايتها منذ الطفولة واختارت الركح مساحتها للحرية، خبرت الركح والخشبة، تحدت العائلة والمجتمع في السبعينات لتمارس «حلمتها».
صنعت ذاتها الفنية بكثير من الصدق امام الجمهور وعلى الخشبة «علمني المسرح الحبّ، منذ الصغر أحببت هذا العالم، عشقت الرقص والغناء والتمثيل، كانت مرآتي أول جمهوري ثم خضت ثورتي الأولى العائلية وتنقلت خلسة من قرطاج أين اقطن الى الكاف لمتابعة احدى المسرحيات الجديدة انذاك، كانت ثورة ذاتية ثم عائلية وبعدها قررت ان اكون ممثلة، وها انني بعد سنوات من الحب والتمثيل لم اندم مطلقا على السعي خلف حلمي» هكذا تعود الفنانة بذاكرتها الى طفولة مشاكسة، ورغبة صادقة في الصعود على الركح والتمتع بتحية الجمهور وتصفيقه «اصدق درجات النشوة وأجملها حين يصفق الجمهور للمثل» كما تقول نجوى ميلاد.
فنانة، مشاكسة، ناقدة وجريئة، ممثلة مسكونة بالابداع وامراة لا تعرف معنى «مستحيل» كلما صعدت على الركح سكنتها روح شامخة لتجلب اليها الجمهور بقدرتها على تقمص الشخصيات المختلفة، جرّبت كل المساحات الفنية التمثيلية من المسرح عشقها الاول الى السينما متنفسها الابداعي الى الدراما، ربما لم تكن ادوار بطولة لكنها علقت بذهن جمهور الشاشة الصغيرة وتألقت ميلاد في تقمص شخصياتها والبحث فيها «كلما جاءتني الشخصية اشعر بالعراء المطلق، هناك رهبة امام كل شخصية جديدة، رغم خبرة السنوات لازلت أريد البحث من جديد عن التركيبة النفسية والذهنية التي تتطلبها مني الشخصية الوليدة، لازلت طفلة ترهب على الركح» فالمسرح مسؤولية والخشبة مقدسة لدى فنانة قدمت الكثير من التعب على الركح، تعب أعوام ولم تثنها آلام الحياة عن حلمها فتمسكت بالمسرح ملجئها للنجاة من كل السواد.
نجوى ميلاد ممثلة أحبت المسرح، كرمتها الفنانة زوهاد ضيفلاوي في تجربة «مختبرات شهر التكوين» اعترافا بما قدمته للمسرح والتلفزة وتقديرا لاجتهاد ممثلة وصدقها امام جمهورها، تكريم كأنه قبس من امل يضيء الدروب المظلمة، تكريم بطعم الحبّ والامل، فميلاد ممثلة مختلفة، فنانة صادقة مع ذاتها وجمهورها شاركت في العديد من الاعمال التلفزية على غرار «حب الملوك» و»حرقة» و»بوليس حالة عادية» و»الزعيمان» وفيلم «فالسو» وآخر اعمالها المسرحية كان مونودرام «للرجال بركة» عمل تقدم فيه نضالات المراة عبر شخصيات نسائية مختلفة، نساء يصنعن ذواتهنّ في مجتمعات تحاول إقصاء المراة والسيطرة عليها فكرة وجسدا وتحصلت على جائزة افضل ممثلة ضمن فعاليات مهرجان آفاق بجمهورية مصر العربية.
أمام شباب مغرم بالتجديد والبحث كرمت فنانة عرفت بجرأتها وصدحها الدائم بالحقيقة، ممثلة تنتصر لهموم أبناء مهنتها وتدافع بشراسة عن الفنون، ممثلة أحبت المسرح واختارت أن تكون صوت المهمشين في هذا المجال من خلال النقابة والتعاونية، تونسية تنتصر في حواراتها للمراة التونسية وللفكر الحرّ والمرأة الثائرة على الموجود نظاما سياسيا كان او اجتماعيا.
نجوى ميلاد فنانة تونسية صادقة في شخصياتها وامام جمهورها، امرأة مثابرة تبحث عن النجاح في مجالها الفني الذي اختارته بشغف وعشق، تعمل منذ اعوام لترسيخ اسمها في المشهد المسرحي التونسي، فنانة تحلم، فالحلم حق الجميع والنجاح حق للصادقين والمجتهدين وتكريمها امام جمهور تياترو المدينة رسالة اعتراف بصدقها واجتهادها.
"مفيدة خليل" – المغرب.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون