فوضى وارتجال وسقوط تنظيمي وثقافي وفني لايليق بمدينة"اربد"في يوم الاحتفال بها.
2022 ,12 حزيران
هل تقدم وزيرة الثقافة واللجنة العليا استقالتها تكفيرا عن هذا الاخفاق؟
رسمي محاسنة: صوت العرب : الاردن.
"الاحتفال بإربد عاصمة الثقافة العربية"  عنوان كبير، لكن الواقع على الارض، فوضى وارتجال، وانتقاص من قيمة المدينة العريقة بتاريخها، ومبدعيها، وناسها، ولامبالاة تجاه مسؤولية الاشراف على احتفالية لها بعد وطني، وبعد عربي.
ماتم اليوم في اربد، يطرح اسئلة كثيرة، على وزارة الثقافة اساسا، لانها هي المسؤولة المباشرة عن المناسبة،وعلى اللجنة العليا واللجان المساندة " التي استأثر اعضاؤها بكثير من المشاريع – ولنا عودة في هذا الامر".
ونتسائل ، اين الاعداد لهذه الاحتفالية، وماهذا الارتجال البائس في كل تفاصيل البرنامج؟ وماهذه الاختيارات للمشاركين، وعرفاء الحفل؟ وماذا تريد وزيرة الثقافة من كل هذا؟
ابتداء مع الذين سيروا الحفل، ونسال وزيرة الثقافة ، سؤال بريء وساذج، بما ان المناسبة ثقافية...باي منطق تتم كل هذه الاخطاء الكارثية في تقديم الحفل؟.وهل كان في "ارتجالاتهم" مرور على الثقافة الاردنية، و"التشبيك" مع الثقافة العربية، وهم عرفاء الحفل في يوم الاحتفال بعاصمة الثقافة العربية؟.
ان الدول تستثمر مثل هذه المناسبات لتقديم افضل ماعندها، وتبرز الوجه الثقافي والحضاري المشرق لها،خاصة وانه كان لدينا ضيوف من العالم العربي،ونتساءل من الذي اقترح هذا البرنامج؟ ومن الذي اختار المطربة "مع كل الاحترام لها كواحدة من رواد الاغنية الاردنية" ومن الذي اختار الاغاني؟.ثم كيف تتواجد 6 فرق شعبية في نفس اللحظة، كل يغني على ليلاه؟. واللمسة الوحيدة كانت مشاركة موسيقات القوات المسلحة.
هل هذه هي الصورة التي تريد وزيرة الثقافة تصديرها عن الاردن والاردنيين؟ .هل هذا هو الاردن؟ ام ان في بال حكوماتنا صورة اخرى لانعرفها؟ صورة فيها كل هذه التشوهات التي تعمل على تهميش واقصاء صورتنا كاردنيين، والعبث بهويتنا، وتقديمنا للاخرين على اننا نموذج للتخلف التنظيمي والفني والثقافي والحضاري.
هل هذه هي رسالة وزارة الثقافة؟وماهو احساس وزيرة الثقافة الاردنية امام زملائها العرب، وضيوفها، امام هذه السذاجة والاستخفاف، وعن هذا العجز؟ "الذي اخشى انه يكون مقصودا"،اين تاريخ المدينة؟ ومبدعيها؟ ودورها في التاريخ؟ و..و..و.
هل هذا كل مالدينا؟،ان مدرسة ابتدائية قادرة على ادارة وتنظيم حفل افضل بكثير من هذه الفوضى التي جعلت اربد حزينة على "خرمشة" وجهها الجميل.
ثم ماذا كانت تعمل وزيرة الثقافة على "الستيج"؟ وماذا تحدثت مع الفنانة "سلوى العاص"؟ ، في مشهد غير مألوف، لاقناعها بانهاء وصلة الغناء،والنزول عن المسرح.فهل قالت لها لقد اكتفينا من تصدير الصورة، وان "ضيوفنا" لم تعد لديهم طاقة لمشاهدة وسماع المزيد في هذه الاحتفالية الثقافية؟.
انه يوم حزين حقا، ومدينة اربد واهلها وتاريخها ومحبيها يتبرأون من هذا التخبط، وهذه الفوضى،والاخطاء لو كانت في بلد يحترم المكان والانسان والتاريخ والمبدعين، تستحق ان تقدم فيها وزيرة الثقافة استقالتها، وهي اللجنة العليا تكفيرا عن هذا الاخفاق الذي لا يليق بمدينة اربد، ولا بالاردنيين.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون