وصيّةُ الفَلسطينيّ الصّغير .
2022 ,02 نيسان
سونيا عبداللطيف:صوت العرب – تونس.
 
 
 
 
 
فلسطينيّ من الجذور إلى الجذوع
فلسطينيّ، أرضى، شجرتي، حجارتي
فلسطينيّ في جيناتي، حبيبات نضالاتي
القدس هرموناتي
القضيّة معلّقةٌ في لُهاتي
وشمٌ نُحِتَ على جدار قلبي
من قبل صيحتي في الحياة
قبل قطع حبل سرّتي وخروجي 
للضّياء
وتدٌ أقمنا عليه نخوةَ الأجداد 
وعزّة الشّرفاء
رايةٌ جعلناها سترةَ للأحياء والشّهداء
فَلسطينيّ أنا يا أبي
أوصيكَ بحقْ موسى، عيسى ومحمدِ النبيّ
ألاّ ترثني..
يوم تشهدَ مصرعي
لا تجعلْ دمعتك تسقط 
على وجنتي
دموعك درر.. 
قلادة في جيد هذا الوطن
أرجوك أبي
لا تقل قصفوا ولدي وهو يلهو بالحجارة
قل كان صغيري، يشكّل له قصرا 
في جنّات عدن
لا تقل مات...
الشّهداء لا يموتون
طيفي سيظلّ مرابضا في الأقصى
وفي كلّ مسجد
ويظلّ صوتي رعدا معربدا في قلب العدوّ الخائن
وتظلّ نظرتي سيفا في عين الجبان القاتل
كنسر يربك فريسته هيهات يهابُ
المخاطرَ
ارفعني أبتي وصلّ على النّبيّ
صلوات الله على حبيب أمجد
عصافير الجنْة عند المعراج تنتظرني
الزّبانيّة للخونة عند الموعد
فَلسطين موطني
فَلسطين فصيلة دمي
فلسطين سمعي، بصري، رئتي
فإن مِتّ على صغري
ألفُ حبّةِ قمح ستنبت في ماء جبهتي
الفُ حمامةِ سلام ستحطّ على شفتي
ألفُ غرسةِ زيتون ستنبت في كفّ يدي
وبين أضلعي
الرّبيع لا يخبو في فلسطينَ بلدي
فلا ترثني أبتي
قل استشهد فلذةُ كبدي
قل كان أُسوة في النّضال والمقاومة
لقّن العالم دروسا في البسالة
لا ترثني...  عدني يا أبي
أنا حيّ.. وعطري يفوح
أنا حيّ... ودمى يُشفي الجروح
عدني...
ولا ترثني يوم تراني عصفورا في قبضة المارد
وأشلاء بين براثن الوحش السّائب
الفَلسطينيّ لا يموت وحقّ النبيّ
الفلسطينيّ فخر لكلّ عربيّ
وطفل الحجارة بوصلة كلّ العالم
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون