خذني إليك ..
2024 ,26 شباط
ثورية الكور:صوت العرب – المغرب. 
 
 
خذني إليك .. 
خذني إليك في الوقت الضائع من العمر
 حتى ولو متأخرا 
الحب عجوزٌ باردٌ ينام في قلبي
كلَّما اشتد عطر الورد في صدري
أتقيأ رغبتي، أتشظى بداخلي
ألملم زجاجَ الحقيقةِ، أحمل قلبي في كفي
مع باقةِ وردٍ وأموتُ باردة
خذني إليك كجندي
يزرع الحب فوق صورة حبيبته
 التي يخبئها في جيبه
يعيد رسم ملامحها على وجه  الدرب
ثم يتوسد المسافة الفاصلة بينه وبينها
يفك أزرار الحلم ويذرف هزيمته
 على ضفائرها
وهو ينشد شعراً عن الحرب والحب والوطن
خذني إليك
في الوقت الضائع من العمر
خذني إليك فالحياةُ مملةٌ هذا الصباح
وأنا أعد الفطور
وأفكر ماذا سأطهو لوجبة الغداء؟
طبق حلو، مالح، شهي، أوليس له  مذاق
وأنا أطهو أحلامي على نارٍ باردة
أختبئ عن عيون جارتي
وهي تتحدث عن الحب والرجل الذي تهواه
عن رائحة العطر في قميصه
عن أحمر الشفاه الذي يعشقه
عن الفراغ المحيط بها
وعن أشياء وأشياء  أخرى تافهة
تحاول أن تقف ثابتة
وهي ترمِّمُ كلَّ هذا الخراب
بكذبة الحب العالقة تحت لسانها
خذني إليك عاريةً من كلِّ أحزاني
أكتسي نساءً أخرياتٍ ينمن في قلب رجل واحد
رجل يعانق السرير
ممتلئ برائحة الترامادول
كلَّما صرخ من الألم
استيقظت إحداهن وسقطت خارجه
يحلم بأن تنبت له ساق
ليمشي على هيئة ملاك
يعانق الحياة بسلام
كلَّما نظر لي
اخترقت عيناه وجهي كالريح
يمشي نحو قلبي ضجراً من الوقت
يبكي وأبكي مثله
فأنا أيضاً أحتاج إلى البكاء
لأبارزَ معه طاحونةَ الألم.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون