* عصا موسى *
2023 ,08 تشرين الأول
 
 
سونيا عبد اللطيف:صوت العرب - تونس.
* عصا موسى *
أهشّ بدمعات هاربات من مقلتيّ
على الأحزان...
بعضها تفرّ نحو الأعالي...
أخرى تختبئ في تلافيف
قلبي
الحالكة
او بين طيّات تجاعيدي
المتيبّسة
تتدحرج دمعاتي.. حزينة نحو
الوادي..
تكرّ... مضطربة
أُكسر عصاي واُلقي بها
للدّواب
ودمعة في عيني
تلتمع اُطبق عليها جفوني..
أدثّرها بقناعتي...
أضمّها برموشي...
تحطّ.... بسمة.. على جبيني...
بالورد تستقبلها وجناتي..
ىدموع فرح تنطْ...
في منديلي...
للحظات.. أنسى ما كدّر
سمائي
قلبي.
تمرّ الخيبات...
غيمات. غيمات..
في المدى... تسيح دمعاتي
...
مطر.. يغسل ندباتي...
يطهّر جروحي الدّاميات...
تهشّ أحزاني على أحزاني....
في الرَائحات والغاديات
في وطن لا يبالي بموت
الأحلام
يموت فيه الأمل غرقا في
الاوحال
وفي كلّ الأحوال
ما جدوى عصا موسى، إذا
كانتْ لا تُحدث المعجزات
لا تفكّ عن الإنسانيّة احزانا
تلو الأحزان
يموت الأبرياء
ويحيى السّفهاء
ما جدوى عصا موسى إذا
كانت لا تُلامس شغاف
الأرض
لا تُفجٌر عيونها
لا تخرج أثقالها
لينعم على سطحها الاشقياء
كيف ستحدّث أخبارها
ومنْ وارتهم ترابها
أليس هم من قبَلوا وجهها
وافترشوا اخضرارها
ما جدوى عصا موسى وهي
افاعي تتلوّى
حول اعناق البؤساء، تاركة
الحيّات والثّعابين تتسكّع في
الحقول والغابات
وبين نهود المرضعات
وفي رحم الصّبايا
وفي أحداق النوارس الهائمة
على الضّفاف
ما جدوى عصا موسى ، إذا لم
تنجّ الانبياء
من غرق محتوم في يمْ ا
لظّلمات
وما جدواها إذا لم تشقّ ب
طن الحوت ولم تخرج
اللآلئ
لتكرم بها البسطاء، من
البحّارة
ولم تنقذ فراخ السّمك من
الشّباك
ما جدوى عصا موسى ، اذا
انتزعت من صاحبها
وصارت بحوزة فرعون
يهشْ بها على الصّور
والصّخور الآلهات
تا الله لن تحدث معجزة،
مادامت البوصلة، تشير
إلى سفوح الجبال ،
ولا تشير الى قممها
العاليات
الشّامخات
ويح الرْياح العاتيات
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون