لينا فيصل المفلح :صوت العرب:سوريا.
الغرفة الزرقاء
=====
متفائلا أبدو وغيري يائسُ
ومعي رؤايَ وعشبُ روحي اليابسُ
ومعي القصاصاتُ التي أهملتُها
ومعي القصيدةُ فكرةٌ و وساوسُ
أسري قديمٌ والقضيّة كلُّها
أنّي على باب اعتقالي حارسُ
شرّعتُ نفسي واتهمت حقائقي
وأضأتُ قنديلي وجهلي القابسُ
ماكنتُ مثلَك مولعاً بحوادثٍ
وقعتْ وأنكرهنَ حدسي السادسُ
فأنا كأنواءِ الحكايةِ لم أصلْ
رغمَ الثباتِ إليكَ بل أتقاعسُ
وتري ربيعيُّ الكمنجة عاشق
ألحانه بين السطور عرائس
وتشيرُ بوصلةٌ تضيّعُ وجهةً
لتؤوبَ راحلةٌ ويغفو السائسُ
وكم استعرتكُ والإيابُ مؤجّلٌ
ومعي لإبحاري إليّ أطالسُ
صحوٌ وقلبي غائمٌ وقصيدتي
تُبدي اعتذاراً فالهطولُ معاكسُ
وجهي القديمُ مع الجديدِ تغيّرا
في الشكلِ والمضمونِ قلبي الرائسُ
متشائماً يمشي الطريق مقلّباً
كفّاً بكفٍّ والسطورُ هواجسُ
هو لم يكدْ يختارُ حتّى وجهةً
فنفتْه في دربِ الرجوعِ دسائسُ
و نفاه في بحرٍ بلا مرسى على
شطآنه الخرساء طرفٌ ناعسُ
جُمعتْ به الآلامُ مئذنةً إلى
آذانها لهفاً تردّ كنائسُ
يسعى إلى طرقِ السؤالِ بجرعةٍ
وبها احتمالٌ للإجابة خامسُ
والوقتُ مرهونٌ بشرطٍ آخرٍ
وعليهِ كلّ الحالمين تنافسوا
وهنا استقرَ وآبَ عن أسفاره
فحرائقٌ مرّت وحبّ دارسُ
حلمٌ وتأويلٌ وحيدٌ عادَ بي
زمناً وطفلي عابثٌ ومشاكسُ
كم من غرابٍ مرَّ في زنزانتي
فتعندلَ النغمُ الشجيّ المائسُ
الحبّ نوتاتٌ تُموسِقُ لحنَه
والشوقُ معنى بوبتْه فهارسُ
فلمَ احتضاريَ والهزيمةُ فكرةٌ
أسستُها والأخرياتُ هلاوسُ
وكتبتُ عنّا قصةً وروايةً
أردى بها الآمالَ حرفي العابسُ
إن جئتَ تصفعُ قلّتي فكثيرُها
أنّي مع البؤساء روحاً جالسُ
ماعدتُ أملكُ من يقيني حفنةً
تكفي وفي رملي يضلُّ الفارسُ
متفائلاً والقلب ينعى حظَّه
أبقى وأفكار القصيدِ أبالسُ
الغرفةُ الزرقاءُ، رجفة قبلةٍ
وأنا و آخر رقصتينا (الفالسُ)