2022 ,26 كانون الأول
الناقد محمد كمال والفنانة وفاء الحكيم في الندوة
رسمي محاسنة:صوت العرب – سيناء – مصر.
ان المتابع يلاحظ ان هناك تجفيف لمصادر المعرفة عند الطفل العربي، وترادع بالاهتمام به على المستوى النفسي والمعرفي وبناء الشخصية،وان ماهو متاح من ادوات لتربية الطفل، تدفعة بشكل او باخر الى الاغتراب عن بيئته وواقعة، وتشكيل شخصيته وفق قيم وعادات وسلوكيات ليست من نسيج الواقع العربي، حيث الاستخدام الخاطيء لادوات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، والى جانب انشغال الاب والام لتأمين مستوى اقتصادي واجتماعي للاسرة،وتراجع المناهج والتعليم، وغيرها من المؤثرات الخارجية التي اصبحت هي العناصر الرئيسية المتحكمة في بناء شخصية الطفل العربي.
الاستاذ"محمد كمال" الفنان التشكيلي،والناقد الفني، واحد المهتمين بتربية وتثقيف الطفل المصري والعربي،اقام ندوة ضمن فعاليات مهرجان جنوب سيناء الدولي الاول بعنوان" الطفل العربي امن قومي بين جلال المعرفة وبهجة الإبداع"، اداتها الفنانة "وفاء الحكيم".
واشار الاستاذ"كمال" خلال الندوة الى ان الامن القومي العربي يستعيد عافيته من جديد، ولكنه يحتاج لدفعه قوية.ولابد من إرجاع الطفل العربي الى البيئة العربية المحيطة به، ومعرفته بما يحيط به، باسلوب يناسب عقليته وطفولته . لان الطفل العربي يظلم في ظل "الفوضى" التكنولوجية المحيطة به.
كما اكدّ"كمال"، على ان اختلاط الطفل بالبيئة المجتمعية المحيطة به تثري من شخصيته، فدعنا نرى تطور شخصية الطفل عما نختلط بأحراش الجزائر، والخضار التونسي، والتراب المصري والصحراء الخليجية، هذه بيئات غنية لتربية الطفل العربي، إضافة الى اننا نحتاج الى تبادل ثقافي طفولي عربي.
واضاف "كمال"، اننا بحاجة لمهرجان الطفل العربي للفنون، لان كل مايتم من قبل تقف عند حدود الشكل فقط ، فنحتاج الناشط الثقافي والرياضي والموجه البيئي.
ويرى الاستاذ كمال بان يجب ان لايتم حبس الطفل في داخل عالمة الافتراضي بين اربع جدران من الطوب، انما المطلوب ادماجه بالبيئة الواقعية وان يتعرف على تفاصيل الاماكن الحيوية والمجتمعية، فلابد ان يكون هناك محاكاه مع العالم الواقعي، والاحتكاك بما حقيقي،ليولد طفل عنده الانتماء الذي يجعله يعي مايوجد حوله من كنوز وثروات مجتمعية.
وحسب الاستاذ "محمد كمال" فان الانتماء لا يولد من العقل ولكن يولد من قاع القدم الذي يلامس الطبيعة الواقعية.
