رسمي محاسنة: صوت العرب – الاردن.
على مسرح نادي الجيل الجديد، تتواصل فعاليات المهرجان الذي يقام بمناسبة مرور 60عاما على تاسيس فرقة نادي الجيل الجديد للفنون الشركسية، هذه الفرقة، التي منذ تاسيسها، وهي تعمل على تحقيق الاهداف التي انشئت من اجلها، وهي الحفاظ على الفلكلور الشركسي، والتعريف به، خاصة وان هذا التراث الكبير يتميز بالتنوع،والتعبير عن العادات والتقاليد ، والايام والوقائع التي عاشها الاجداد، كل ذلك في اطار يعكس الاصالة والجمال.
نديم ماط قشحة: يصيبني الحماس، والحنين الى البدايات، وذكريات التكوين الاولى.
في "صوت العرب" التقينا باحد الاعضاء المؤسسن للفرقة، وهو السيد" نديم محمد ماط قشحة"، الذي يعتبرونه "عميد الراقصين في الفرقة"،والذي يحدثنا عن البدايات ويقول" كان التاسيس في العام 1962، وكان عمري 10 سنوات، واستمريت حتى العام 1979، وكانت الاشياء بسيطة، من حيث الملابس التي كانت تتم خياطتها بشكل يدوي، والادوات المرافقة محدودة، لكن كان عندنا الرغبة بان نعيد احياء تراث الاجداد، والعمل بجد مع المدربين حتى نصل الى درجة عالية من الاتقان".
وحول المشاركات الاولى للفرقة يقول "اول مشاركة فعلية للفرقة كانت في كلية الحسين،وكان موضوع الاحتفال عن الهجرة،حيث تم تقديم عرض مسرحي الى جانب لوحات قدمتها الفرقة، ووجدت صدى طيبا حينها، واستمرت الفرقة بتقديم عروضها،حيث تلقينا دعوة من القصور الملكية، وبعد انشاء التلفزيون الاردني، تم اول تصوير للفرقة في العام 1972، وشاركنا في فعاليات دولية مثل مشاركتنا في "رودس" وفي "بيروت".
وحول انطباعة عن هذه الاحتفالية بعد مرور 60 عاما يقول"نديم"" يصيبني الحماس، والحنين الى البدايات، وذكريات التكوين الاولى، ومرحلة الصبا والشباب،واشعر بالسعادة ان الاجيال تحمل هذا الموروث الجميل، وتقدمه بنفس الايقاع الموسيقي والحركي، مع اضافات تحافظ على الروح الاصيلة للفلكلور الشركسي".
ابراهيم شوباش:الموسيقى لغة كونية واعزف بكل الحب من القلب .
كما التقينا في "صوت العرب"، مع العازف المبدع" ابراهيم شوباش"الذي سمعناه في مهرجان جرش،ويقول " في بداية حياتي سمعت مثلا "عبيدة عزفت قبل 50 عاما وعادت عبيدة مرة أخرى"،وقد تاثرت جدا بالمعنى، الذي يؤكد على ان الروح لاتموت،و ان الفن والانسان يتجددان في الحياة، وبدوري اهدي هذه المعاني والدلالات الى نادي الجيل الذين أتاحوا لي الفرصة بالمشاركة معهم، الفن بنظري هو النفس والروح والقلب من دونه يخلو من الحياة".
وحول المهرجان يقول" هذا الفن هو تراث الاجداد الذي يتم احياؤه بنبض جديد،هو مسؤوليتنا جميعا بان نحافظ عليه ونطوره،وانا استمع الى مختلف انواع الموسيقى من العالم، لان الموسيقى لغة كونية،وهذا يؤثر ايجابيا على ما اقدمه، وانا عندي الشغف الكبير بالموسيقى والعزف على اّلة الاكورديون،واعزف من القلب وبكل الحب، ولذلك اتوقع ان يصل الى الناس".
بارينا اباظة:ملتزمة بغناء الفلكلور الشركسي واعتبره جزءا من رسالتي.
الفنانة الشابة"بارينا اباظة"، بصوتها الدافيء، وحضورها الجميل على المسرح،تقول"لقد تربيت في بيت فني، حيث والدي احد مؤسسي النادي، ولاحقا اصبح مدربا، وشكلنا فرقة مع اخوتي اسمها"ديبسا" اي الروح،ومنذ الصغر تربيت على الفلكلور الشركسي، لم ادرس الموسيقى والغناء اكاديميا، لكن اخذت دروسا على كيفية الغناء الصحيح، وتطويع امكانياتي الصوتية،وتطويرها، وانا ملتزمة بغناء الفلكلور الشركسي، واعتبره جزءا من رسالتي، فانا احب فلكلور الشعوب، واغني الكثير منه، حيث قدمت الوان غنائية عالمية،فالموسيقى والغناء وخاصة الفلكلور الشعبي يقرب بين الشعوب".
وحول هذا المهرجان وطموحها تقول "بارينا"" لاقامة المهرجان دلالات كثيرة، منها انه ياتي وفاء لجيل الرواد المؤسسين، والتاكيد على تواصل الاجيال، واهمية الحفاظ على الفلكلور الشركسي، وطموحي ان اغني بكل اللغات مع التركيز على الفلكلور الشركسي".
وعودة الى ليلة المهرجان الثانية التي قدمت فيها "فرقة ألبروز التركية التابعة للجمعية الشركسية في انقرة بتركيا "، القادمة للادن لمشاركة فرقة نادي الجيل باحتفالاتها، حيث قدمت مزيجا من اللوحات الاستعراضية، والموسيقى والغناء، بمرافقة فرقة "بادن"والفنان المشهور" جوكان حج ماريم".
قدمت الفرقة لوحة"قافة" وهي من الاستعراضات المشهورة في الثقافة الشركسية، كما ظهر الفنان"جوكان" الذي قدم معزوفات شركسية على اّلة"الاكورديون" وسط تفاعل الجمهور مع الاداء المدهش له.
وعادت الفرقة لتقدم رقصة" مزديغو" وهي رقصة للفتيات، حيث التشكيلات المختلفة، فردية وجماعية، تبرز جمال ورشاقة الصبايا، ليظهر بعدها الشباب في رقصة " الجبليين"، حيث الايقاع الحركي والموسيقي، والذي يتسارع مع الوقت، حيث يبرز الشباب فنون القوة والفروسية والمهارة.
وبعد ان تقدم الفرقة الموسيقية"بادن" مقطوعة موسيقية، يعود الراقصين،بلوحة" شاشن" حيث الشباب والصبايا، بتشكيلات جميلة، متداخلة،ليعود المطرب،" جوكان حج ماريم"، ويقدم اغنيتين وسط تفاعل الجمهور معه.
الختام كان مع رقصة"جاغو" وهي من رقصات العرس الشركسي،بتقاليدة،وفي اجواء الفرح،بتشكيلات تعكس هذا الطقس الشركسي الجميل بتفاصيله الاجتماعية.
وفي نهاية الحفل تم تبادل الهدايا مابين رئيس النادي ونائب السفير التركي، وقدمت وكالة التنسيق التركية، لوحة عبارة عن صورة لفرقة نادي الجيل الجديد في احدى زياراتها الى تركيا.
تصوير: الزميل داوود شاهين.