المسرحية التونسية"تائهون": محاولة لفهم هذا "الجيل التائه" في ظل غياب مؤسسات الدولة.
2023 ,15 كانون الثاني
السعيدي: ونبدأ من المحلي التونسي، لكننا ننشد الكوني،لان الوجع الانساني واحد.
د.المسعودي: اليوم يجب ان نعترف باننا لانعرف لغة التواصل مع المجتمع بشرائحه المختلفة،هناك جيل جديد مختلف تماما في تفكيره، ونظرته،فيما هو متفق عليه.
انتصار عيساوي: هذا المشروع المتواصل،هو مشروع فكري وجمالي،لتقديم مسرح صادق وحقيقي".
رسمي محاسنة: صوت العرب – الدار البيضاء.
انعقد في إطار فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الثالثة عشر والمنعقد بمدينة الدار البيضاءعقدت ندوة صحفية تعريفية بالعرض المسرحي  التونسي"تائهون" المشاركة في مهرجان المسرح العربي 13،بقاعة المؤتمرات الصحفية بفندق موغادور .
اللقاء الصحفي، كان بمثابة مساحة للتعريف بالاطار العام للعرض،وكذلك التعريف بفرقة فنار للانتاج الفني، وفلسفتها في تقديم اعمالها.
على المنصة جلس كل من المخرج "نزار السعيدي"،والكاتب والدراماتورغ "د.عبدالحليم المسعودي"،والممثلة"  انتصار عيساوي"، وكل من الممثلين "جمال ساسي، ورمزي عزيز".
مخرج العرض "السعيدي" قال" منذ 2009، ونحن نعمل على مشروع فكري وجمالي، بدأ بمسرحية "ناس"،و"سوس"،و"انتلجنسيا"، واليوم"تاهون"،حيث نعمل على الواقع بتحولاته واهتزازاته السياسية، ونعمل على تعميق فكرة المشروع،ونبدأ من المحلي التونسي، لكننا ننشد الكوني،لان الوجع الانساني واحد، ولو حاولنا تفكيك النظم ومساءلتها،لوجدنا ان المشركات الانسانية كثيرة جدا".
في "تائهون"توقفنا عند مسالة، اصبحت منتشرة عالميا،وهي غزو العولمة، واستهدافها لخصوصية الهوية،ومايهمنا هو فئة الشباب، وكيف ان العولمة يمكن ان تتحول الى غول، وتتسبب في مجازر انسانية".
واضاف "السعيدي"" الفكرة انطلقت من مقهى، حيث كنا نجلس في مقهى، وبالقرب منا كانت مظاهرة شبابية، ضد البوليس، لكن لم يكن هناك هويه سياسية لهولاء الشباب وشعاراتهم،وبدأنا بالبحث، حيث فئة من الشباب،غير مالوفة للشارع التونسي، وقد اطلقت على نفسها "الجيل الخطأ".حركة غير مهيكلة، تبدو عفويه".
الدكتور عبدالحليم المسعودي قال" نحن اليوم يجب ان نعترف باننا لانعرف لغة التواصل مع المجتمع بشرائحه المختلفة،هناك جيل جديد مختلف تماما في تفكيره، ونظرته،فيما هو متفق عليه،جيل يقع بين ماهو ثوري، وما هو فوضوي،له لغته، ظهر بعد 2011،وكلنا يعرف اننا نعيش اكذوبة التحول الديمقراطي،بعد الربيع العربي، ظهر جيل لايشبهنا، ويرفضنا،ويرفض المجتمع كؤسسة، وله موقف عدائي من كل ماهو "مؤسس"، بما فيها اللغة".
ويستذكر "د.المسعودي" المؤتمر الذي اقيم في تونس ايام"بن علي"، بهدف تجسير الفجوه بيننا وبين الاخر، لكن كما يقول "د.المسعودي"، انه بعد 10 سنوات حدثت الثورة التونسية، لنكتشف اننا في قلب المجتمع الاستهلاكي، حيث كل شيء تحول الى سلعة".
ويقول"د.المسعودي"، من هنا بدأ البحث مع المخرج، محاولة فهم هذا الجيل،الذي سيتسلم بعد 10 سنوات كل شيء، فهو موجود في الاسرة،في الجامعه، له تصوراته، ولغته،وتبلورت لدينا الفكرة، وهي حكاية بسيطة، عن فتاة تقوم بقتل امها،والتمثيل بجثتها، وتغيب هذه الفتاة، لكنها تطل على الناس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي،وتكبر المسالة مثل كرة الثلج،وتصبح الجريمة مدخلا للاطلالة على الخراب الذي تعيشه المؤسسات التونسية،والشوارع الخلفية للمجتمع التونسي".
ويتحدث"د.المسعودي" بجرأة كعادته عن المسرح ويقول "المسرح لم يعد هو الهدف الاساسي،كمساحة للتأمل وطرح الافكار،بل اصبح المسرح لاشياء اخرى لاعلاقة لها بالمسرح، مثلما اصبحت الممارسة السياسية،لا علاعلاقة لها باهداف السياسة".
واضاف "د.المسعودي"،في رد على مصطلح"المختبرالمسرحي"،وقال"لا يوجد مختبر، المهم نص جيد،وفكرة جيدة، وممثل عظيم يتنفس الحياة، وقادرعلى ايصال رسالة المسرح الحقيقية".
وقال" تائهون"،بمعنى المتاهه، هذا المجتمع التائه في العولمة،عندما لاتقوم المؤسسات الاعلامية والثقافية والتربوية بواجبها، وعندما تستقيل الدولة من مسؤولياتها،عندها يهرب الفرد الى الجانب المظلم في المجتمع،ومسرحية"تائهون"، تتناول هذه المنطقة المعتمة،التي يتحول فيها الفرد الى وحش".
الممثل"جمال ساسي"قال" بعد نقاش طويل مع المخرج، انخرطت معه في المشلروع،وكانت البداية في "انتلجنسيا"،ويستمر المشروع عبر ثلاثية،وفق اطار الممثل المبدع، والمفكر والمشارك في العمل،الممثل المواطن، ننطلق بالفكرة،كنص مكتوب،وتحويله الى فرجة".
الممثل "جمال ساسي" قال" اعتبر نفسي محظوظا ان اعمل مع رموز المسرح التونسي،ومع اغلب الهياكل والفرق التونسية،المسرحية تتحدث عنالجيل الخطأ"، فنحن ننتمي الى جيل الحلم،ونتقاسم مع هذا الجيل، الالم، وضبابية الرؤية".
الممثلة الفنانة" انتصار عيساوي" قالت" اتمنى ان نشاهدكم بعد العرض، عندها سيكون للنقاش طعم اخر، مبنى على حالة تلقي للعرض برؤى مختلفة،وهذه هي اهمية المسرح، الذي يستفز العقل،ويطرح الاسئلة المقلقة، وانا اعتبر نفسي من "الجيل الخطأ"،في هذا المشروع المتواصل، بدءا من انتلجنسيا، مرورا ب"درب السعادة"، والان "تائهون"، وهو مشروع فكري وجمالي،لتقديم مسرح صادق وحقيقي".
"تائهون" يعرض اليوم الأحد 15 يناير  2023 على الساعة السادسة مساء  بمسرح المركب الثقافي مولاي رشيد . 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون