في المؤتمر الفكري:المادة الفكرية والفنية لتجربة المسرحي"عبد المجيد سعد الله".
2023 ,13 كانون الثاني
صوت العرب: الدار البيضاء.
تطبيقا لشعار المجال الفكري في عمل الهيئة"المسرح مشغل الاسئلة ومعمل التجديد"،تم تخصيص ندوات المؤتمر الفكري في الدورة 13 من مهرجان المسرح العربي في الدار البيضاء، لمساءلة التجارب المسرحية المغربية.
المسرحي المغربي الكبير" عبدالمجيد سعدالله"،صاحب تجربة مسرحية فارقة في المشهد المسرحي المغربي،وتجربته المسرحية تستحق التوقف عندها، لتوثيقها، وحتى تكون من مرجعيات الاجيال الجديدة.
الفنان"عبدالمجيد سعدالله" من الذين احتفى بهم مهرجان المسرح العربي في هذه الدورة، حيث قدم اضاءات على تجربته المسرحية الثرية ضمن جلسات المؤتمر الفكري.
ونظرا لاهمية هذه التجربة، نقوم في " صوت العرب للثقافة والفنون"، بنشرها ،بهدف التوثيق وتعميم الفائدة لهذه التجربة الهامة. 
عرفت تجربتي الذاتية في مجال المسرح تحولات في المقاربات العمرية ومختلف الفضاءات - الاجتماعية - الأسرية - التربوية - التكوينية الفنية، بإدماجي للبعد الفني المسرحي الذي لم يكن مفهومه يحيل على أعضاء أفراد الأسرة شيئا.
الكتب المصورة والتشخيص المباشر
قراءتي للكتب المصورة bandes dessinés  
مثل tintin - les pieds nicklés - Pif - zoro- Rodeo - Zembla – Mickey : 
نتج عنها عشقا ورغبة في الانفتاح التدريجي على مفهوم الفرجة.
هذا العشق منح لمفهوم الفرجة عندي متعة لعبوية . jeu du désir : أصبح بدوره حاضرا في ادبيات تجمعاتي مع اقراني.
وقد تحول هذا العشق إلى درس تطبيقي لما ذخلت فضاء المدرسة الابتدائية- مدرسة بوشنتوف- لقد استطاعت المعلمة الفرنسية الجنسية ان تجعل من درس l'elocution حصة تشخيصية تعتمد فن التمثيل المباشر أمام جمهور يتكون من تلاميذ القسم الثاني ابتدائي.
هذا الدرس التدريبي والتعليم حدد لي موقع مفهوم مرتبط بعنصر التشخيص والذي يتحكم فيه عنصر "الممثل".
فرجة الساحات...
كنت أتابع فرجات ساحات مدينة الدار البيضاء والتي تشمل أنواعا مختلف: وذلك في أقواس درب بوشنتوف  - درب البلدية - ساحة القريعة - باب مراكش المدينة القديمة - كاريان سباتة - الأسواق الاسبوعية بمنطقة سيدي مسعود وبوسكورة وحد السوالم وبرشيد.
هذا الحضور حدد لي تعريفا واسع المفاهيم لتنوعات الحلقة وفق نوعية وخصائص كل فرجة. " فرجة نعينيعة - فرجة الملاكمة - فرجة با دريس السحار - فرجة السيرة - فرجة عبيدات الرمى - فرجة العوادة - فرجة القمارة - فرجة قارئ الكف - فرجة موطور الخطر - فرجة صاحب الحمار - فرجة الطلبة المكفوفين في عقبة الشلوح - فرجة المداح - فرجة عيساوة وأصحاب الجدبة وأصحاب الشاقور وفرجة المجموعات الغنائية - اللعابات والشيخات - في موسم مولاي عبد الله بمنطقة الدكالة و فرجة الحصادة في مدينة برشيد. فرجة صاحب العود في حافلة النقل العمومية وقارئ قصائد الملحون في ساحة بوشنتوف، وفرجة الحنة والختانة في ساحة دار الخليفة، وفرجة " تاغنجا " وفرجة بو البطاين في ايام العواشر وفرجة " دائرة النار " بمناسبة عاشوراء ".
فرجة الشطاحة:
كما لا أنسى فرجة المعرض الصغير  - لافوار  - والتي كانت تتميز برقصة الرجل الذي كان يتنكر في صفة امرأة راقصة. وكذلك رقصة الشطاح فوق عربات تحمل هدايا الأعراس والذي كان يصاحبه مجموعة من الطبالة والغياطة.
فرجة مسرح الناس:
غمرتني دهشة كبيرة لما شاهدت مسرحيات الطيب الصديقي الأولى: مومو بوخرصة - السفود - خرافة مسكين - الحراز - المقامات - رسالة الغفران.
فرجة المسرح العربي ومسرح فريد بن مبارك:
تابعت مسرحيات مهرجان وايام المسرح العربي والذي تبلورت ملامح تصوراته الاخراجية المتميزة في فترة السبعينات على وجه الخصوص. وابداعات الفنان فريد بن مبارك ومسرحيات الفرقة الوطنية وابداعات فرقة القناع الصغير.
العروض الأجنبية 
تجربتي الذاتية جاءت حصيلة مشاهداتي لعدة عروض للمسرحيات الفرنسية التي كانت تعرض بخشبة المسرح البلدي troupe carsentier ومسرحيات أصدقاء المسرح الفرنسي المتواجدة بمدينة الدار البيضاء إضافة إلى العروض المسرحية التي كانت تقدم بالمركز الثقافي الفرنسي ومعهد غوتة Goette الألماني.
في مسرح الهواة
وأما تجربتي التطبيقية تأليفا وإخراجا جاءت حصيلة الممارسة التطبيقية في مجال مسرح الهواة.
اشتغلت كتقني في مسرحية: الطامع في الزبدة من حليب الكرم لفرقة رواد الخشبة - دار الشباب الياقوت 
ساهمت في التشخيص في مسرحية : مشكلة + مشكلة لفرقة العروبة المسرحية.
شخصت دورا رئيسيا في مسرحية " الشاب المتشرد" من تأليفي وإخراجي مع فرقة دار الياقوت، فكانت بحثا في المسرح الاجتماعي.
قدمت مسرحية عاشوراء تأليفا وإخراجا مع فرقة العروبة المسرحية  - بحث في مسرح التعازي.
ألفت وأخرجت مسرحية عبد الكريم الخطابي. (بحث في مسرح المقاومة(
أخرج نجيب غلال في إطار المسرح الشامل مسرحية ميلودة بنت ادريس من تأليفي (بحث في الأسطورة المغربية(
شخصت دور بائع الجرائد في مسرحية " الجريدة " من تأليف وإخراج حوري حسين.
تجربتي مع فرقة الهواة في الفترة الموشومة. 
في الفترة الموشومة بأزمنة الرصاص ورقابة المخزن. ونتيجة الصراع بين المؤسسة المخزنية والفكر التقدمي، وجد مسرح الهواة نفسه مهددا بالمنع والاعتقال والسجن بسبب خطابه الإديولوجي idéologie ، فانفتح على أبواب التخييل والايحاء والالهام. في هاته الفترة قدمت : 
مسرحية "تقاسيم" - بحث في الأدب المغربي - تأليفا وإخراجا ضمن فرقة فتح المسرحية.
مسرحية "المسخرة": إعدادا وإخراجا عن مسرحية "مسافر ليل" للشاعر صلاح عبد الصبور ضمن فرقة فتح المسرحية.
مسرحية "دونكيشوت يحارب مرتين"، شخصتها فرقة الاسوار من الصويرة.
مسرحية "حكاية الرجل الذي يتعشى باللفت" من تأليفي وإخراجي وتشخيص أعضاء فرقة فتح المسرحية.
مساهماتي في المسرح الاحترافي
قدمت المسرحيات التالية:
مسرحية "خلي بالك من مدام" من إخراج عزيز سعد الله 
مسرحية "بوشعيب ولد الميلودية" (بحث في المسرح الممثل الواحد (تأليفا وإخراجا
مسرحية "درب الحرية" مع فرقة تياترو الهدهد بمدينة برشيد
مسرحية "الحراكة" تأليفا وإخراجا مع فرقة اجراس برشيد 
مسرحية "حدو قدو" تأليفا وإخراجا مع فرقة الشرقي بنسليمان 
مسرحية "كاريان سنطرال" من إخراج وتشخيص عزيز الضيفي
مسرحية "رحبة النساء" من إخراج عزيز السالمي
مسرحية "بوتليس" من إخراج عبد الإله عاجل
مسرحية "نابولي مليوناري" من إخراج حميد باسكيط.
مسرحية "تسليت" من إخراج عبد الإله عاجل.
مسرحية "عيطة الروح" من تشخيص عبد اللطيف الخمولي وجميلة مصلوح.
مسرحية "بارد وسخون يا هوى" مع فرقة محترف 21.
مسرحية "بنت الوقت" مع فرقة محترف 21.
مسرحية "ماية الرمل" من تشخيص مصطفى اهنيني وجميلة مصلوح
مسرحية "الباطوار" من تشخيص محمد حراكة وفاطمة بوجو ومصطفى اهنيني وجميلة مصلوح 
مسرحية "رداد وعويشة"، بحث في المسرح الصوفي 
مسرحية "مولات السر"، بحث في المسرح حلقة السر
ألفت لفرقة البدوي - الاستمرار 5 مسرحيات من إخراج عبد الرزاق البدوي: 
ميلودة وبن دويدة 
الزعيم جالوق
الريح والشيح
حصلة وفيها امراة
ربعين عام عشرة
ألفت لمسرح الرحال  3 مسرحيات قام بإخراجها محمد الحسوني
الحب السايح
وطن في السماء
حتى انا بغيت نقرى
مسرحية "المركبة" وهي اشتغال على الكتابة الفيلمية والكتابة المسرحية   ciné - théâtre قام بإخراجها صلاح الجبلي  
مسرحية "البرشمان"، بحث في المسرح البسيكودرما  - من إخراج جواد العلمي. 
مسرحية "المجدوبية" ومسرحية "بوريوس" من إخراج سامي سعد الله.
المرحلة الأكاديمية  - العلم المسرحي
تجربتي الذاتية جاءت حصيلة دراسة علم المسرح. بعد تخرجي من المعهد البلدي للموسيقى والرقص والمسرح، تابعت دراستي الأكاديمية بمعهد لاكاف la cave بباريس. ثم انتقلت إلى معهد جاك بريفير بإيكس بروفانس بجهة مارسيليا
.  Jaque prevet - Aix en Prevence 
فقدمت في نهاية التخرج اطروحة بحث في "المسرح الاهالي - المسرح المغربي نموذجا".
معرفتي الأكاديمية النظرية والتطبيقية وفرت لي اسباب المتابعة والاستمرار في عالم المسرح: هذا العالم الذي يلفه الغموض وتحفه مفاجآت الخلق والابداع.
فالعلم المسرحي كان هو الوسيلة الأولى لاستكشاف مجهول الفضاء الفارغ وتطويعه بعناصر الأدوات الدرامية.
مسرحية زهرة بنت البرنوصي
عند عودتي إلى المغرب كانت أول تجربة إختبار هي مسرحية "زهرة بنت البرنوصي" والتي تناولت ثلاثية : السلطة والجنس والدين.  ألفتها انطلاقا من معاينة حياتية حقيقية. عندما فكرت في إخراجها وضعت تصورا إخراجيا يعتمد على عنصر الاقتصاد السينوغرافي وإعطاء الأهمية لجسد الممثل وتفجير الاحاسيس. فكانت الورقة التقنية تحمل اسم : أوراق المسرح الفقير. اصدار هذا التنظير جاء على اساس التطبيق المختبري القائم على العلم والتجربة والمعرفة لأدوات العرض المسرحي. تتميز المسرحية بما يلي:
 380 عرضا
 05 اعتقالات 
 20 منع لعرضها 
تم تصويرها بدعم من المرحوم نور الدين الصايل مدير القناة الثانية.  والاخراج التلفزي لحسن غنجة.
كما أن مجموع هذه الفرجات المختلفة اججت في ذهني مرجعا لتطور الفرجات والتفكير في مختلف جوانب عناصرها وارتباطها بالحياة الإنسانية بوصفها تحمل أبعادا وتقنية وكتابة مسرحية.
فرجة الأهالي والأشكال التقليدية في المسرح المغربي
عندما قدمت اطروحة فرجة الأهالي: المسرح المغربي نموذجا طرحت عدة أسئلة عند عودتي إلى المغرب.
كيف يمكن لي كدارس للعناصر الدارمية في المسرح في معهد الكهف la cave بباريس، وخريج معهد جاك بريفير بإيكس بروفانس بمرسيليا في مادة التقنيات في الكتابة الاخراجية، ان اعيد مقاربة دلالات الأشكال الفرجوية التقليدية، بوصفها تحمل في طيها عرضا دراميا لها أبعاد أدبية وفنية وتقنية وخطابا وليس هناك تراتبية في الفن المسرحي؟ فلا يمكن أن توجد اشكالا ما قبل المسرح واشكالا مسرحية ذلك أن المسرح هو تاريخ الفضاء المسرحي.
وان الفضاء المسرحي هو الذي يصنع تاريخ الإخراج المسرحي.
باعتبار أن:
كل عرض مسرحي يحمل في ثقافة أدبية وثقافة فنية.
المسرح هو ثقافة سياقات تاريخية.
هو ثقافة التطور والتغيير.
الأشكال المسرحية التقليدية المغربية 
استلهمت الأشكال المغربية التقليدية الأولى. واشتغالي الأدبي وكتابتي التقنية تنهل من الجدلية التاريخية لتحولات المجتمع المغربي والعربي المعاصر بكل سلبياتها وإيجابيتها. وأقصد بالكتابة الجدلية، الكتابة التي تحرص على أدوات فنية من صراع درامي في علاقته مع التاريخ والزمان والمكان قصد بلورة الكتابة الاخراجية. وهنا أود أن أشير أن كل فرجة تقليدية تنفصل عن مصدرها الماضوي بمجرد ذخولها في رحاب مختبر الفن الدرامي، الذي يقوم اساسا على التجريب والتخييل، وما التخييل الا شطحات فكر وعالم من تقنية وخلق وإبداع.
وليس العرض المسرحي سوى القدرة على التطلع إلى المستقبل. هذا التطلع الذي يمثل الطاقة الإبداعية الوحيدة التي يمكن أن تحرك الماضي والحاضر لتعيد صياغة الواقع صياغة مستقبلية.
أليس فضاء الركح المسرحي فضاء الخيال الذي يصنع الحقيقة ؟
 
 
إستنتاجات التجربة:ملخص المادة الفكرية لتجربة المسرحي "عبد المجيد سعد الله".
العودة من فرنسا والاشكاليات المطروحة
منذ عودتي من فرنسا. تركت حصيلة معرفتي في الفن المسرحي والتي تلقيتها من مختلف الأساتذة الفرنسيين والبولونيين. وكان السؤال الذي يؤرقني جدا.
كيف يمكن لي كفنان مسرحي حامل لثقافة محلية مغربية أن يتجاوز تقاليده من أجل إدماجها وسط فن مسرحي عالمي ؟
والسؤال الثاني والذي يتضمن ثلاثة إشكاليات:
أ- الإشكالية الأولى:
كيف أستطيع أن أصل إلى معرفة مسرحية أدبية وفنية ؟
ب- الإشكالية الثانية:
ماذا عساي أن أنجز من عروض مسرحية ؟
ج- الإشكالية الثالثة:
ما هي العلوم والفنون التي يمكن أن أتدوق طعمها ؟ 
الإشكالية الأولى تنظم حق المعرفة والتخييل champ de connaissance et imagination 
الإشكالية الثانية تنظم حقل الفعل champ de l'action et l'éthique 
الإشكالية الثالثة تنظم حقل الاستيتيكا champ de l'esthétique 
الجمال والاستيكا: ما المقصود ؟
الحساسية بالنسبة الاغريق !!
الجمال كفلسفة وأدب في حين المسرح فن !!
والجمال ليس هو المسرح. الجمال سلوك وأسلوب في حين الاستيتيكا تبقى فلسفة.
إذن
فليس عيبا أن نفتخر باختلافنا الإبداعي. ذلك أن هاته العبارة : 
  je n'ai pas honte de montrer notre diversité créatrice
كانت تزعج أساتذة المعهد المسرحية في فرنسا.
ذلك أنه في 1930 كانت المديرية العامة للتعليم العمومي و التكوين في مجال الفنون الجميلة و التطبيقية و الخاصة بمصلحة للفنون تحمل إسم: "مصلحة فنون الأهالي للحماية الفرنسية". حتى في فترة إسترجاع المغرب لاستقلاله ، في معهد جاك برڤير   Jaques Pervert     بفرنسا  -  كان الأساتذة يراهنون قبل كل شيء فيما يتعلق بفنون العرض على "القيم الفلكلورية". Valeurs folkloriques 
و كانت في فترة الحماية الفرنسية في المغرب مصلحة و التي تسمى بصلحة الفنون الأهلية تستبعد حتى إسم الفنون الشعبية و إقتصرت على إسم الأهالي. les indigènes 
و كانت تضع مقاييس خاصة لخلق ما يسمى بورشات الدولة  Atelier d'état  و ذلك من أجل تمركز الإنتاجات ، و كانت تمنح للصناع التقليديين نماذج و موديلات و صور و بيانات و رسومات. باختصار نمادج مختارة يجب عدم التخلي عنها.
في هذه السياق أذكر تجربة المسرحي ANDRE VOISIN مع مجموعة من الشباب في مجال التدريب المسرحي حيث أنشأ رفقتهم تجربته و التي عنوانها ب الكتابة المباشرة l'écriture directe 
إستنتاجات التجربة 
إن سيرورة اشتغالي الإحترافي في مجال المسرح جعلتني الآن أتطلع إلى أهداف أمل و أسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع انطلاقا من إستنتاجات للتجربة الذاتية.
السياسة و المسرح و الصناعة المسرحية
إن التفكير في مشروع نموذج "الصناعة المسرحية الثقافية و الفنية الجديدة" - و أكرر كلمة الصناعة و ليس التجارة، لأن الصناعة تهتم بعلم الإنتاج مثل الصناعة السينمائية و المسرح ينتج عروضا - تستدعي توفير الإمكانات العملية لتوصيل المنتوج الفني و جعله حاضرا على أوسع نطاق ( المركبات التقافية - عروض القاعات - قنوات التلفزة - وسائط الإعلام بأشكالها المختلفة.( 
هدا الأمر يرتبط بالسياسة، السياسة كم حددها المفكر سان سيمون Saint Simon  باعتبارها "علم الإنتاج". أي أنها العلم الدي يستهدف إيجاد أفضل نظام الاشياء يساعد على الإنتاج.
المسرح و الإرث الثقافي الشفوي و الشعبي.
المسرح هو ثقافة من المنظور الأدبي. وكفن وتقنية و حرفة من المنظور الإبداعي . و من هذا التصور الشامل يشكل فيها التراث منجما ضخما لتنمية و إثباث ذاتية المسرح المغربي. ما يقع الأن هواننا نترك إرتنا الثقافي يحتضر بذريعة أنه فكر ما ضوي جامد لا يقدم أية قيمة و خاصة الإرث الثقافي الشفوي أو الشعبي .
كيف يمكن لي أن أكون فنانا مغربيا عصريا و معاصرا في نفس الوقت ؟
كيف يمكن الإجابة لضروريات لغة دولية دون جعل قطيعة جدرية مع الجدور الثقافية و الإجتماعية و الترابية و السلوكية بمعناها الأنتربولوجي للهوية المغربية بصفة خاصة و العربية بصفة عامة ؟
المسرح غير المعترف به : 
فن المسرح كثقافة جمعية - بمعناها الأنتربولوجي – يعيش تنائية بين تقافة معترف بها - هي الثقافة الرسمية -  و ثقافة غير المعترف بها - ثقافة الهامش - و هذه هي الثقافة الشعبية.
لم يفطن المسرحيون العرب إلى أهمية الموروث السردي العربي و تحقيقه و استغلاله في المسرح. كما تجاهلوا المسرح الشعبي الذي كان قد وصل ذروته على يد إبن دانيال الموصلي . فقد ترتب على هذه الثنائية بين ثقافة الصفوة و ثقافة الهامش ما يلي : 
     - عدم الاعتراف بأحقية الإبداع الشعبي.
     - تجمد الإبداع الرسمي عند فن الشعر و فن الرواية و النثر. 
     - الإهتمام بالصنعة اللفظية و لم يتجاوزها إلى إستنباط الأشكال و الدلالات و جعلها تصورات تقنية في فن تحقيق العرض الدرامي. 
إن البحث في موروثنا الثقافي و الإبداعي الشفوي و الكتابي سيؤكد الذات الإبداعية العربية، و يؤكد خصوصية الإبداع المسرح العربي في عصر العولمة الاقتصادية.
فن السيرة هو سرد شفاهي oral narrative الذي يرتبط بسير الأبطال في الوجدان الجمعي العربي (عنترة حمزة البهلوان - سيف بن ذي يزن - الملالية - الطاهر بيبرس). وهي تتشبه بالأدب الملحمي في الآداب العالمية.
نحو إثبات ذاتية وهوية المسرح العربي
إن فن المسرح رغم أنه يعتمد النص الأدبي فهو يبقى لغة غير قائمة على الفعل وعلى التحقيق، فالفن المسرحي لغة رقيقة، حساسة، تتجاوز الكلمات والمفردات. لا يمكن أن نجعله في قالب لأنه لا يتحمل معنى التصور. المسرح هو تشكيل وتقنية.
لذا يجب الاحتياط من التعريفات الصادرة من المؤسسات، ورغبات المجتمع، ومراسيم الوزارات، وتعريفات الوسائط الإعلامية، وتنظيرات النقد والإصدارات.
احذروا المؤسسات الرسمية التي تريد أن تجعل من المسرح سوقا، سلعة، مالا... تجارة في نظام الماركوتنيك.
لنحرص أن يبقى المسرح المغربي مغربيا وعربيا.
حتى لا نستيقض يوما من ضربة العولمة ونجد المسرح المغربي أصبح فنا بدون هوية.
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون