اليوم الثلاثاء: لجنة السينما في "شومان" تعرض الفيلم الكولومبي "رحلات الريح" للمخرج تشيرو جيرا.
2022 ,14 آذار
1
صوت العرب: الاردن.
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، اليوم الثلاثاء، الساعة 6:30 مساء في مقر المؤسسة بجبل عمان، الفيلم الكولومبي "رحلات الريح" للمخرج تشيرو جيرا.
في عام 2009 قدم المخرج الكولومبي سيرو اغيرا فيلم طريق وظف فيه بذكاء المفاهيم الدينية والأسطورة وجماليات المكان والموسيقى التراثية. فيما يتابعه المشاهد بمتعة ولكن خلف هذه المتعة تساؤلات عديدة ما الذي يطرحه المخرج في عمله. فالفيلم ينتهي برسالة لا نعرف محتواها على المشاهد أن يفهمها من خلال إشارات واحداث واغنيات نسمعها على مدى 117 دقيقة هي مدة الفيلم.
الشخصية الرئيسية في الفيلم واحد من مغني الشوارع في بلدة في جنوب كولومبيا، هؤلاء المغنين الذين يجوبون الشوارع حالملين آلآله الموسيقية التراثية في بلدهم الأوكورديون.
الأغنيات كانت تدور بداية في نقل اخبار المنطقة التي يجوبونها عندما لم يكن أي راديو في البيوت ولكن هذه الأغنيات تطورت وأخذت طابعاً آخر إذ أصبحت تتحدث عن الحب والحنين، والارتباط بالأرض، والأهم عن واقع الناس وفقرهم ومعاناتهم مما يحيط بهم- العسكر المتسلط والدكتاتورية ورجال المخدرات... الخ.
تبدأ رحلة الطريق للمغني (اغوستينو) – وهو فعلاً مغني طريق، دربه المخرج مع بقية الممثلين على مدار سنة وقدمهم في الفيلم يمثلون للمرة الأولى – ينطلق أغوستينو بعد وفاة زوجته التي تزوجها بعد أن عرف الكثير من النساء ورأى فيها المرأة الصالحة "كما جاء في الإنجيل"، وبعد يوم انطلاق اغوسينو يصادف يوم أربعاء الرماد "إشارة دينية أخرى" وندرك هذا اليوم عندما يقوم كاهن الكنيسة برسم صليب الرماد على وجوه المصلين ودلالة هذا اليوم الدينية أن الإنسان في هذا اليوم يراجع نفسه ويستغفر ربه عن ذنوبه.
يركب اغوستينو حماراً وينطلق وحيداً شمالاً ليصل لمعلمه الذي علمه الغناء والعزف واعطاه الاوكورديون حتى يعيد له هذه الآله. لكن حتى في وحدته هذه يلحق به فتى في أواخر العقد الثاني من عمره يتبع اغوستينيو على غير رغبته، لكن هذا الفتى يصر على اللحاق بالمغني  آملاً أن يصبح تلميذه كعازفٍ ومغني طريق.
هذا الأوكورديون له حكاية اسطورية فقد تنافس المعلم الأكبر والشيطان في العزف عليه وقد فاز المعلم بهذه المنافسة وامتلك هذه الآلة التي قدمها لأغوستينيو بعد ان تقاعد.
في طريقه يمر اغوستينو بأحداث عديدة ربما تبدو للبعض كمتعة بصرية سمعية فقط ولكن في النهاية لا بد من إعادة التفكير ورؤية الأمور بعين مختلفة.
عندما يصل أغوستينو الى هدفه يجد أن معلمه قد توفي منذ فترة ليست بقصيرة وأنه طلب أن لا يدفن إلا بعد عودة اغوستينو حاملاً الأوكورديون وهو واثق أنه سيعود ويترك له رسالة لا نعرف محتواها.
تترك الأمور مبهمة ليفهم المشاهد الأمور كما يريد فلكولومبيان 1968 حيث تجري الأحداث كانت تعاني من الدكتاتورية وحروب أهلية وسيطرة رجال المخدرات وساسة الفاسدون. 
د.رضوان مسنات.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون