2022 ,22 شباط
صوت العرب:الاردن.
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، اليوم الثلاثاء، الساعة 6:30 مساء في مقر المؤسسة بجبل عمان، الفيلم الإيراني " باشو الغريب الصغير"، للمخرج باهرام بيضائي.
ويحكي الفيلم الذي تم انتاجه في العام 1990 قصة طفل اسمه " باشو " وهو طفل عربي الأصل فقد أسرته نتيجة الحرب، حيث مات والده وأخته وأمه احترقت. في بداية الفيلم يهرب باشو من القصف متخفيا بسيارة شحن، حيث انتقل من منطقته الواقعة في جنوب إيران إلى منطقة أخرى في أقصى الشمال، وهناك يستغل باشو فرصة توقف الشاحنة ليهرب من السيارة دون أن يلاحظه أحد ويهيم في الحقول القريبة. هنا تبدأ حكاية الفيلم حيث تقود المصادفة "باشو" ليجد نفسه يعيش مع أسرة مكونة من أم وطفلين أصغر منه، بعد أن عثرت الأم عليه. الأم " نايجي " زوجها دائم السفر بحثا عن العمل، وهي التي تشرف على الأسرة وكافة أعمالها، من زراعة الأرض، وجني المحصول، وتربية الدواجن وبيع الناتج في السوق. " باشو " يدخل في هذه الأسرة ويصبح تدريجيا واحدا منها، ويساعد في الأعمال، وتحتضنه الأم كواحد من أبنائها رغم معارضة أهلها وجيرانها وأهل المنطقة خصوصا أن لونه الأسمر يجعله مميزا عن بقية أهل المنطقة بلونهم الأبيض. ولكنها تتمسك به، وترعاه، وتخبر زوجها في رسالتها عنه، ورغم معارضة الزوج (من خلال رسائله) بسبب الوضع المادي الذي لا يسمح بجائع جديد في الأسرة، إلا أنها تبقى على موقفها.
ما بين لقاء "باشو" مع الأم ونهاية الفيلم تنبني وتتطور العلاقة بين الطرفين وتنمو مشاعر التعاطف الإنساني من خلال مجموعة مشاهد مبهرة شديدة التأثير على المتفرجين.
في نهاية الفيلم يحضر الزوج من السفر بعد غياب طويل، وقد قطعت يده، وفقد عمله، وعاد بلا نقود، وهو يعترض على وجود " باشو " ضمن أسرته، ولكن عندما تهاجم الحيوانات البرية المحصول، ويهبون جميعا بما فيهم " باشو " لإنقاذ المحصول، يتغير موقف الزوج، ويضم الطفل إليه وينتهي الفيلم.
اعتمد الفيلم على أسلوب بسيط، بعيد عن التعقيد أو التكلف ضمن سيناريو رسم الشخصيات بدقة، شارحا ظروفها، وبالتالي فأن كل شخصية كانت تتحدث وفقا لبيئتها ومفاهيمها وثقافتها ببساطة مدهشة. فشخصية الطفل وشخصية الأم متقاربتان في الظروف والتجربة، رغم فارق السن والبيئة، فكل منهما تعرضلظروف خارجية بعيدا عن إرادته، وبالتالي كان هذا التواصل من خلال الحس الإنساني بينهما والذي انتصر في النهاية رغم كل الظروف المحيطة.
يشار الى أن "شومان" ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.
