غدا الثلاثاء:لجنة السينما/ شومان تعرض الفيلم الكوري الجنوبي" الطفيلي"للمخرج"بونج جون هو".
2022 ,12 كانون الأول
صوت العرب: الاردن.
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان يوم غد الثلاثاء الموافق 13كانون الأول في تمام الساعة السادسة والنصف مساء الفيلم الكوري الجنوبي" الطفيلي" من إخراج بونج جون هو
فيلم "الطفيلي" من الأفلام القليلة التي استطاعت في السنوات الأخيرة أن تثير اهتماماً عالمياً كبيراً حال عرضه، وينبع هذا الاهتمام أولاً من فكرة الفيلم وموضوعه المتعلق بالفوارق الطبقية في كوريا الجنوبية التي هي من أكبر الاقتصادات الاسيوية، وثانياً من معالجة النص الذي برع في تقديم الشخصيات وانتقالاتها وتحولاتها، بالاضافة الى التوظيف الجمالي لعناصر التعبير السينمائي.
تبدأ أحداث فيلم "الطفيلي" الذي انتج عام 2019 بتقديم عائلة "كيم"، المكونة من أربعة أفراد والتي تعاني من البطالة والفقر المدقع والتهميش والازدراء، فهم يعيشون في قبو تحت الأرض، لا يرتفع عن سطحها إلا بمقدار شباك صغير يُمكّنهم من رؤية أقدام المارة، يعملون في طي علب البيتزا بشكل مؤقت بأجرٍ زهيدٍ، ويكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية.
 ينجح الابن في الحصول على وظيفة مدرس إنجليزي لابنة عائلة "بارك" الثرية المؤلفة أيضا من أربعة أفراد، ويحصل على هذه الوظيفة من خلال تزوير أوراق تجعله خريج أهم الجامعات، فتقبل به أسرة "بارك"، ومن هنا تبدأ حبكة الفيلم بأخذ منعطفا يجعل من تسلل أفراد عائلة "كيم" بمكر إلى حياة عائلة "بارك" المترفة ممكنا، طمعاً في الحصول على نوعية حياة أفضل، وهنا تصبح كل الحيل والاساليب الملتوية المتاحة والممكنة مشروعة بالنسبة لعائلة "كيم"، فهم يرون انهم ينتزعون حقا بالحياة سُلب منهم.
هكذا أصبح جميع الموظفين الجدد في عائلة "بارك" هم من عائلة "كيم"، دون علم عائلة "بارك" بصلة القرابة التي تجمعهم، فأصبحت ابنة عائلة "كيم" تدرس الفنون كنوع من العلاج النفسي للطفل المشاكس ابن عائلة "بارك"، والام اصبحت مدبرة المنزل" والاب اصبح سائق السيد "بارك". وهكذا أصبحت عائلة "كيم" طُفيليين بمعنى الكلمة على عائلة "بارك"، وهذا ما يعكسه عنوان الفيلم، حيث تمكنت عائلة "كيم" من مختلف مفاصل الامور الحياتية التي تخص عائلة "بارك" وأصبحت تعيش على وجودها.
في النهاية، تواجه العائلتان بعضهما البعض، ولن يخرج منها أحد سالماً، يقدم "الطفيلي" هذا التشابك بين الأغنياء والفقراء، من في الأعلى وفي الأسفل كمهزلة مجتمعية دقيقة، حيث يتم عرض الاختلاف الطبقي مرارا وتكرارا على أنه صراع من أجل مساحة للعيش، انعدام المساواة الصارخ بين العائلتين الكوريتين يفضح الواقع القاسي داخل المجتمعات الرأسمالية، الذي حاول المخرج يخفف من حدته أحيانا باستخدام أسلوب الكوميديا السوداء، لكن المشاهد سيجد أيضا الكثير من عناصر التشويق، والهجاء، والجريمة، فالمخرج يحاول دائما قلب توقعات المشاهدين.
من الجدير بالذكر أن فيلم "الطفيلي" حقق نجاحا جماهيرياً ونقدياً، ومنح عدد كبير من الجوائز تفوق ال 300 جائزة، على رأسها سعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي الدولي، و4 جوائز أوسكار، وهي جائزة أفضل كتابة (سيناريو أصلي)، جائزة أفضل مخرج، وجائزة أفضل فيلم أجنبي وبهذا يصبح أول فيلم كوري جنوبي يحصد هذه الجائزة، وأصبح أيضاً أول فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية يفوز بأوسكار أفضل فيلم.
 
 
 
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون