2021 ,31 كانون الأول
صوت العرب:المغرب.
بعد مشاركته في مجموعة من المهرجانات الدولية، تبدا القاعات السينمائية المغربية، ابتداء من 5 يناير 2022، بعرض فيلم “أنديغو” إخراج سلمى بركاش، وبطولة ريم الكتاني، خلود البطيوي، عائشة ماهماه، كريم سعيدي ومالك أخميس.
يتناول فيلم “أنديغو” وهو ثاني تجربة سينمائية للمخرجة المغربية سلمى بركاش بعد “الوتر الخامس”، موضوع التفكك والإهمال الأسري وتأثيره على نفسية الأطفال، من خلال زاوية معالجة جديدة تجمع بين العلم والخرافة.
تبدأ أحداث الفيلم عندما تعلم الطفلة (نورة)، ذات الـ13 ربيعا، بأن أمها (ليلى) ستلتحق بأبيها إلى الديار الأسترالية، وبالتالي ستكون مجبرة على العيش مع خالتها لمدة طويلة فتتعرض لصدمة عاطفية، تحاول الاحتماء منها عبر اللجوء إلى الخيال.
وتتقاطع شخصية (نورة) مع خالتها (مينة)، الفتاة المتحررة، التي تعيش قصة حب مضطربة، فتلجأ لـ(نورة)، لاعتقادها أنها تمتلك القدرة على التنبؤ بالمستقبل، لتساعدها على معرفة ما يخفي لها القدر، في علاقتها العاطفية لكن تنبؤات (نورة) دائما ما تكون صحيحة ولها بالغ الأثر على المحيطين بها.
تدخل (نورة) عالم التخيلات، تجوب شوارع البيضاء هربا من مضايقات أخيها الصغير (مهدي)، هذا الأخير الذي يحاول في كل مرة استفزازها والاستهزاء من تنبؤاتها من خلال اتهامها بالجنون، فتجد نفسها دائما في موضع الاتهام أمام أمها التي تدافع عن الأخ. من خلال رحلة (نورة) مع خالتها لطرق أبواب المشعوذين، الذين أجمعوا على أن الفتاة لها “أنديغو” أي لها قدرات روحانية خاصة، حاولت المخرجة سلمى بركاش تسليط الضوء على عالم الخرافة والشعوذة، في تقاطعه مع الطب النفسي، الذي اختارت الأم (ليلى) اللجوء إليه، والتناقضات الكبيرة بين العالمين.
وترك الفيلم، خلال عرضه بمختلف المهرجانات الدولية ارتسامات جيدة لدى النقاد، الذين وصفوه بالشريط السينمائي المبهر منذ المشهد الأول للفيلم ما يحيل على تمكن سلمى بركاش من أدواتها من حيث اعتمادها على أسلوب سينمائي فريد وموسيقى مختلفة، وحوار داخلي عميق على غرار أعمال مخرجين عالميين.
ولدت سلمى بركاش بمدينة الدار البيضاء, ودرست الثقافة و السينما التجريبية بباريس. أخرجت عدة أفلام قصيرة قبل أن تنطلق في إخراج الأفلام الطويلة. حصلت على شهادة الدكتوراه واختارت كموضوع لبحثها: مكانة و دور المرأة بالسينما المغربية. عند عودتها للمغرب, اشتغلت في البداية كمساعدة في عدة أعمال سينمائية لتتوجه بعد ذلك لإخراج أفلام قصيرة. فيلمها الطويل الأول الوتر الخامس حصل على استحسان كبير من طرف عشاق الفن السابع, وهذا ما دفعها لخوض مغامرة ثانية و ذلك بإخراج فيلم "اينديغو"