من اصدارات الهيئة العربية للمسرح:كتاب "تعلمية إدارة الممثل"من تاليف"مريم الجلاصي".
2023 ,21 حزيران
غلاف كتاب "تعلمية إدارة الممثل"
مريم الجلاصي: إحساس جميل ينتابني بصدور كتابي "تعلمية إدارة الممثل" … وهو البعض مني ومن سهر الليالي.
رسمي محاسنة:صوت العرب- تونس.
عن منشورات الهيئة العربية للمسرح، صدر الكتاب الهام" "تعلمية إدارة الممثل" من تاليف الفنانة التونسية " مريم الجلاصي"، وهي باحثة في اختصاص تعلمية إدارة الممثل، وممثلة، ومخرجة ومكونة.
كتاب "تعلمية إدارة الممثل" يمثل اضافة حقيقية للمكتبة المسرحية العربية، سواء من حيث الموضوع الذي يتناولة،خاصة مع قلة الاصدارات العربية في هذا المجال، اضافة الى المنهج العلمي الذي احتكم اليه الكتاب.
وقد كتبت الفنانة "مريم الجلاصي" حول اصدار هذا الكتاب وقالت"إحساس جميل ينتابني بصدور كتابي "تعلمية إدارة الممثل" … وهو البعض مني ومن سهر الليالي… تجدونه ضمن منشورات الهيئة العربية للمسرح، سلسلة دراسات… شكرا لكل من ساندني ودفعني وشجعني… شكرا لذاتي النقية تجاه المعرفة والفعل المسرحي".
فيما نشرت الهيئة العربية للمسرح على صفحتها الرسمية حول الكتاب "ضمن منشورات الهيئة العربية للمسرح، سلسلة دراسات وتحت الرقم 112، صدر الكتاب الذي يقع في 144 صفحة، وقد ضم بين دفتيه الجهاز المفاهيمي من تعريف التعلمية مروراً بمفاهيم الاختصاص وإدارة الممثل وتعليمتها، كما تناولت المؤلفة المناهج المرجعية المعتمدة كالحركية النفسية والجدلية والسلبية، إضافة إلى تناولها مختلف الاختصاصات وتفرعاتها، وأفردت فصلاً لإدارة الممثل في مسار التمارين والوظائف العلاقات، وفصلاً لبيداغوجيا إدارة الممثل ووسائل التوجيه، يذكر أن مريم الجلاصي حاصلة على الدكتوراة في مجال العلوم الثقافية، اختصاص المسرح وفنون العرض وموضوعها "مدخل إلى تعلمية إدارة الممثل، من خلال نماذج من المسرح التونسي المعاصر"..
ونظرا لاهمية الكتاب وقيمته العلمية، نختار منه ما جاء في خاتمة الكتاب، التي تلخص رؤية المؤلفة حول مجمل المفاهيم الواردة فيه"     مساهمة منّا في تأصيل البحث العلمي النّظري من ناحية واللإهتمام بعلاقته بالعمل الميداني من ناحية أخرى، وقع اختيارنا على دراسة المدوّنة المعتمدة من زاوية التعلميّة لما فيها من إضافة للبحث الجامعي. حاولنا تفعيل هذا المجال العلمي الحديث نسبيّا على اختصاص إدارة الممثّل مراهنين أوّلا على النّظر في أهميّته وثانيا محاولة التّأسيس لتعلميّة إدارة الممثّل والتّحسيس للإعتراف بها مجالا علميّا مستقلّا .                                             
    توصّلنا من خلال دراسة منهج التعلميّة إلى الكشف ولو نسبيّا عن وسائل وآليّات عمليّة وملموسا بإمكانها افراز مميّزات وظيفة إدارة الممثّل. وظيفة تستمدّ مشروعيّتها من خصوصيّة العلاقة الّتي تنشأ بين الممثّل وموجّهه، فذات الممثّل هي الرّهان الّذي به يبلغ التّمثيل. من هذا المنظور من الضّروري تكوين مدير الممثّل علميّا وعمليّا، نظرا لخطورة مسؤوليّة الحفر في الذّات والتأمّل فيها وتثمينها بعمليّة بناء وآداء شخصيّة ما. مسار البناء والآداء هو مسار خلق لا ينتهجه الممثّل إلّا بتأهيل يكتسبه بالمعايشة والمحاورة وبتوجيه من مدير الممثّل الذي يمكّنه من توفير أمثلة بإمكان المخرج أن ينتقي منها ويعمل فيما بعد على توليفها مع آليّات العرض الأخرى حسب رؤاه الفكريّة والجماليّة. إنّ اكتساب مدير الممثّل آليّات ووسائل ومناهج عمليّة تمكّنه من تأمين وظيفته على أمثل وجه دون السّهو على المعطى الإنساني في الممثّل وعلى مدى تفاعله مع وضعيّات الخلق والإبداع بما يحمل من مفاجآت. نحن الجامعيّون الميدانيّون مطالبون بتوفير ما يمكن لنا من تحاليل ومقترحات نظريّة تمكّن الفاعلون الميدانيّون من تحسين فعل فن التّمثيل خاصّة بما يتوفّر لنا الآن من تراكمات المدارس الإخراجيّة والمناهج المرجعيّة وبما أفرزه التّاريخ الزّاخر لفن الممثّل.                
    أوضحنا قدر الإمكان ضرورة اللّجوء لاختصاص فن إدارة الممثّل مبرزين المجالات الكامنة فيها إن كانت تكوينيّة أو مخبرييّة أو إخراجيّة كما تمكنّا من حصر نقاط التّلاقي بين المناهج المعتمدة في علاقتها بالممثّل وفن إدارته، هذا مع الإشارة إلى أنّ التّقاطع الّذي لاحظناه يؤكّد لنا أنّ تعلميّة اختصاص إدارة الممثّل آليّة ذات منفعة واضحة كما تتوافق وتتوالف مع كلّ المدارس والمناهج. تحليل مسار التّمارين أفرز ثلاث مراحل تجتمع فيها المناهج المعتمدة، المرحلة الأولى نظريّة  والمرحلة الثّانية ركحيّة عمليّة تستهدف البحث على المادّة والمرحلة الثّالثة والأخيرة عمليّة أيضا وتستهدف اعداد المادّة للتّرويج. تتداخل هذه المراحل فيما بينها وتتواجد بأهميّة متفاوتة حسب الأشخاص أو المادّة أو الظّرفيّة، تتفرّع هذه المراحل بدورها إلى مراحل جزئيّة تتّصف بنفس الحركيّة دون أن تنفي كلّ واحدة الأخرى. مدير الممثّل هو المسؤول على تأمين المراحل كما هو مسؤول على توزيعها الزّمني وحركيّتها كما يتحمّل أيضا وظائف تتفرّع عن وظيفته التّوجيهيّة وهي بتسلسل منطقي تتمثّل في وظيفة بسط المادّة وعرض التصوّر على الممثّل بطريقة ممنهجة حتّى يتيسّر عليه استعابه وادراكه ذهنيّا وتتدخّل وظيفة التّنشيط لتستميل ادراكه الحسّي وتشدّ انتباهه لما فيها من بلاغة. بعد خلق مادّة مع الممثّل تتدخّل وظيفة التّقييم الّتي من خصوصيّاتها أنّها تكوينيّة ومحفّزة للممثّل، تستهدف اثراء الآداء متجنّبة الحكم على الممثّل.                   
    هذه الوظائف الثّلاث تفرض على مدير الممثّل نسج علاقات انسانيّة ومهنيّة يسهر على تفاعلها الإيجابي فيما بينها من جهة وفيما بينها وبين الفضاء والزّمن الدّاخلي للتّمارين الرّكحيّة والخارجي الّذي يتاح لمدير الممثّل والممثّل اللّقاء فيه لاستكمال وظيفتهما النظريّة حول العمل. اعتماد مدير الممثّل على وسائل وآليّات بيداغوجيّة يسهّل عليه القيام بوظيفته ويمكّنه بالنّحو بالممثّل ومعه إلى الهدف النّهائي الّذي يحدّده له مسبقا. هذه الآليّات والوسائل البيداغوجيّة تعمل على إيقاظ الإمكانيّات والوسائل الّتي يتمتّع بها الممثّل كما تمكّنه من اكتساب مهارات أخرى. إنّ التّأهيل البيداغوجي لمدير الممثّل وتحكّمه في وسائل التّوجيه وحسن استثمارها ضروري لبلوغ أهدافه الّتي يرسمها، تمكنّا من حصر ستّة وسائل تتّسم بطبيعة بيولوجيّة وهي الوسيلة البصريّة والوسيلة السّمعيّة والوسيلة اللّمسيّة وهي وسائل حسيّة شعوريّة لا يمكن أن يتفاعل مدير الممثّل مع الممثّل إلّا عبر الوسيلة الصّوتيّة والإيمائيّة لتقريبه من التصوّر الكامن في فكره وهو الوسيلة الّتي نعتبرها الوسيلة الأم المحرّكة للمسار والمحدّدة لمراحله وحركيّته وهو الواضع لاستراتجيّات العلاقات والمؤمّن لاستثمار مثالي لبيداغوجيا التّوجيه والمحصّن لقيمة الأفكار وترجمة عمقها في تشكّلات وتمظهرات مرئيّة ومسموعة قريبة من انتظارات المخرج.                                              
      بعد الإطّلاع والدّراسة والعرض نقرّ أنّ ما قدّمناه هو حبّة رمل في صحراء ويعود هذا لأسباب عدّة أهمّها أنّ التعلميّة مجال مفتوح وقابل للمراجعة تتجدّد المعرفة فيه بالتّراكم والتعدّد كما يعود أيضا لخصوصيّة آلة الممثّل، هذه الآلة الإنسانيّة بامتياز المنفردة بخصوصيّتها من ذات إلى أخرى والّتي لا يمكن النّظر إليها من زاوية علميّة واحدة. فما قدّمناه هو مبادرة تحثّنا للتّفكير أكثر في هذا الموضوع واستهدافه بالبحث العلمي النّظري الّذي يساهم في إثراء الجانب العملي خاصيّة المسرح منذ ظهوره والّرهان الأوّل من وراء هذا البحث هو المبادرة بتسهيل قنوات التّواصل بين الممثّل ومديره حتّى نرتقي بالمهنة المسرحيّة نحو منتوج أفضل في ظلّ حصر وتحليل وظائف وآليّات ووسائل إدارة الممثّل ذلك أنّ النتيجة التي يبلغها الممثل بمعيّة مدير يوجّهه هي حتما أفضل من تلك التي قد  يبلغها بمفرده أو بتوجيهات من مخرج يفتقد لكفاية إدارة الممثل.  كما أنّنا نطمح إلى مزيد التعمّق في هذا الإختصاص الّذي يضرب في عمق العمليّة المسرحيّة".
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون