كتاب " الشهيد وصفي التل..عبقرية عسكرية وسياسية لم تكتمل"
2022 ,30 تشرين الثاني
غلاف كتاب"الشهيد وصفي التل"..عبقرية عسكرية وسياسية لم تكتمل.
تقديم : محمد الاصغر محاسنه :صوت العرب – الاردن.
صدر عن وزارة الثقافة كتاب " الشهيد وصفي التل..عبقرية عسكرية وسياسية لم تكتمل"، للمؤرخ محمود سعد عبيدات.
يتناول هذا الكتاب مجموعة من الدراسات عن حياة الشهيد وصفي التل، رجل الدولة والسياسة الأردني، فقد حقق الشهيد الكثير من الإنجازات التي لا زالت عالقة لدى الذاكرة الشعبية الأردنية، وهو الرجل الذي تولى المسؤولية في عدة فترات وكان له الكثير من الإنجازات، ومن إنجازاته في مجال التعليم دوره في نشر التعليم في القرى والبوادي والمدن الأردنية، واعتماد التعليم الإلزامي لجميع فئات الأعمار في سن التعليم حتى سن السادسة عشرة، واعتماد عدة مسارات للتعليم الثانوي: الأكاديمي والزراعي والصناعي والتجاري. وفي عهد حكومته الأولى تم تأسيس أول جامعة أردنية (الجامعة الأردنية).
كما صدر قانون العفو العام والذي مكّن جميع السياسيين والمعارضين الذين غادروا البلاد من العودة إليها، كذلك عمل وصفي على وضع برنامج السنوات السبع للتنمية الاقتصادية في البلاد الأردنية خلال الفتره 1963- 1970م مع تركيزه على المجال الزراعي خاصة في منطقة الأغوار الأردنية، وتم إنجاز مشروع قناة الملك عبدالله التي وفّرت مصدراً مهماً للري في الأغوار الشمالية، وتوزيع الوحدات الزراعية على المزارعين وتأهيلهم فنياً واجتماعياً عن طريق الإرشاد الزراعي والجمعيات الزراعية التعاونية، وتم إيصال مياه الشرب لخمسة وأربعين قرية أردنية.
لقد كانت شخصية وصفي محطة وطنية واستثنائية فذّة، ورمزاً وطنياً على المستوى الوطني والعربي، لما كان يتمتع به من أفكار وطنية وقومية جامعة وبارزة جعلت منه شخصية كارزمية سياسية.
الحديث عن شخصية وصفي غير الشخصيات الأخرى على الإطلاق، فقد ولد وصفي عام 1920م في (عرب كير/تركيا) ودرس بعد عودته إلى إربد في مدارسها ومدرسة السلط الثانوية، وأكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت، وعمل معلماً بالكرك والسلط، وتسلسل بالعمل الأكاديمي والإداري العام، إذ عمل سفيراً في بغداد وإيران وألمانيا ومديراً للإذاعة والتوجيه الوطني ورئيساً للتشريفات الملكية وضابطاً في جيش الإنقاذ، مما جعله يكتسب الخبرة العسكرية والاستراتيجية، إضافة إلى عمله في المكتب العربي بالقدس، والكثير من المراكز الوظيفية.
وقد تولى رحمه الله رئاسة الحكومة الأردنية خمس مرات بدءًا بعام 1962م وانتهاءً باستشهاده في 28/11/1971م.
لقد مثّل الشهيد وصفي التل حالة استثنائية ووطنية وقومية فكان رجل دولة بكل ما تحمل هذه الكلمة من أبعاد ودلالات ومعاني، فنذر نفسه واتجاهاته الفكرية لخدمة قضايا وطنه وأمته وخدمة قضية العرب الأولى (فلسطين) لإيمانه بأنه لا بد من مواجهة العدو الرابض على أرض عربية اغتصبها بغير حق،  فقد اعتبر وصفي المقاومة الوطنية المسلحة عملاً مشروعاً تواجه هذا العدو الغاصب وتعيد الحقوق العربية إلى أهلها. 
وكان يؤمن بأن الارض عنواناً مرتبطاً ولصيقاً بالإنسان، وكان دوماً يقول : "من لا يحب الأرض لا يستطيع الدفاع عنها".
رحل وصفي أخضراً يانعاً قبل استكمال مشروعه الوطني والقومي الذي آمن به، وبرحيله خيم الحزن على امتداد الوجع والجغرافيا. عشق وصفي وطنه الأردن وسخّر كل فكره وخبرته لخدمته وخدمة أبنائه وسخّر فكره أيضاً لخدمة قضايا أمته، كيف لا وهو صاحب عبقرية فكرية وسياسية وعسكرية بكل ما في الكلمة من معنىى، لقد كان مشروعاً وطنياً وعروبياً لم يكتمل بسبب استشهاده وهو يؤدي واجباً وطنياً عروبياً.
وفي تفاصيل ومحتويات هذا الكتاب الذي يحمل عنوان (الشهيد وصفي التل عبقرية عسكرية وسياسية لم تكتمل) للمؤرخ الأردني المرحوم محمود عبيدات ضم الكتاب عشرة فصول تناول فيها سيرة الشهيد وصفي التل منذ ولادته حتى دراسته الابتدائية في مدينة إربد والسلط والتحاقه بالجامعة الأمريكية في بيروت ونشاطاته الثقافية والسياسية في مرحلة مبكرة من حياته والدور النضالي في سبيل فلسطين ما قبل النكبة 1947م. أما الفصل الثالث فقد ركّز فيه المؤلف على موقفه من الوحدة العربية والقضية الفلسطينية وحلف بغداد 1955م. وتناول الباحث في الفصل الرابع دراسة لحياته الوظيفية حتى شكّل الحكومة الأردنية خمس مرات وفي كل مرة كان وصفي يتميز بإنجازاته الجديدة، واختتم المؤلف عبيدات كتابه بالفصل الأخير ذاكرة السياسيين والمؤرخين الأردنيين.
في ختام تقديم هذه الدراسة التي تسلط الضوء على رمز وطني عروبي نرجو أن يكون في هذا الكتاب فائدة وخاصة أنه تحدّث عن شخصية أردنيّة كانت ولا زالت وستبقى رمزاً وطنياً في ذاكرة الأردنيين الذين آمنوا بأفكاره؛ ولولا جهود الباحث والمؤرخ المرحوم محمود عبيدات لما خرجت هذه الدراسة إلى النور.
 رحم الله الشهيد وصفي التل. 
 
 
 
 
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون